الجامعي: الفاكهاني مناضل لم يقلب “الفيستة” تم تشييع جثمان الكاتب والصحفي عبد الفتاح الفاكهاني مغطى بالعلم الفلسطيني بعد عصر اليوم الخميس بمقبرة الشهداء بالرباط بحضور لفيف من أصدقائه ومعارفه وأقاربه. وقال وزير الاتصال الأسبق محمد العربي المساري في وداع الفاكهاني:”كان صحفيا مقتدرا يتحكم جيدا في اللغتين العربية والفرنسية، وكان معروفا بدماثة أخلاقه، ومتسما بروحه العالية، لقد كان رحمه الله نعم الصديق. ومن جهته قال الصحفي خالد الجامعي، لقد ظل الرجل طيلة حياته نقيا نظيفا متشبثا بمبادئه منذ ولادته إلى وفاته ولم “يقلب الفيستة”، وقعت له بعض المشاكل في جريدة “العلم”، وخرج منها إلى أن دعاه مدير وكالة الأنباء الفرنسية ليلتحق بهم، ومن تلك الوكالة كان يأكل طرف ديال الخبز، أما لو اعتمد على دياولنا لما وجد ما يسد به الرمق رحمه الله والله يجيب ليقول فينا كلمة حق. ومن جانبه قال محمود معروف مدير مكتب القدس العربي بالرباط ، لقد كان الراحل أكثر من زميل وكان رجلا، له مبادئ يقول كلمة الحق دون مجاملة وإن وجد ما يغضبه يفضل السكوت الذي يجده ملاذا للتعبير عن عدم رضاه على بعض التصرفات، كان الراحل صحفيا محترفا له قدرة كبيرة في التقاط الخبر وصياغته بشكل مهني. بدون شك يصعب إيجاد مثل الفاكهاني. وقال أمين عبد الحميد نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في رثاء الفاكهاني:” الفقيد جمعتني به عدة مواقف، لقد كان مناضلا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وعرفته متشبثا بقيم الحرية و العدالة والتضامن وعشقه للحياة والأمل، لقد ودعنا في الفقيد جثمانه فقط لكن ذكراه ستظل معنا. وتوفي عبد الفتاح الفاكهاني الصحافي بمكتب وكالة فرانس برس بالمغرب، إثر إصابته بمرض عضال لم يمهله طويلا، حيث فارق الحياة بعد نحو شهر من دخوله مستشفى بالرباط. وعرف الفقيد بجديته ونزاهته في العمل وأيضا بخفة الظل “المراكشية” نسبة إلى مدينة مراكش مسقط رأسه. وبدأ الفاكهاني حياته المهنية أستاذا للغة الفرنسية في مدينة خريبكة، وتم سجنه في بداية السبعينات لمدة 15 عاما بسبب مواقفه السياسية في عهد الملك الحسن الثاني. وكان الفقيد قد رفض أي تعويض عن ماقضاه في المعتقل. وإثر الإفراج عنه عمل لمدة ثلاث سنوات في جريدة “العلم” قبل أن ينضم إلى مكتب وكالة فرانس برس بالرباط. وللراحل، عدة كتب منها ديوان شعر ورواية «الممر: حقائق عن سنوات الرصاص” ضمت شهادته عن فترة اعتقاله. والفقيد كان متزوجا وهو أب لولد واحد اسمه انس يبلغ من العمر 15 عاما. واللافت هو غياب بعض المسؤولين أمثال أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ويونس مجاهد الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة لتشييع جنازة الفقيد.