وحدها حرارة الطقس كانت حاضرة، أما المدرجات فكان لايملأها إلا «الصهد»، وأطفال نام بعضهم وكأنهم جاءوا من أجل القيلولة. أما رائحة العشب الاصطناعي فقد غزت كل أرجاء الملعب بفعل الحرارة، ووحدها رشاشات الماء خففت من حدتها تمهيدا لدخول الفريقين. فريقان تباريا ربما من أجل نيل منحة الفوز، أما الانتصار ومراكمة النقط فليس لهما أي طعم مادامت المباراة شكلية فقط، وأجريت من أجل إسدال الستار على البطولة في سلاوآسفي. الشوط الأول كان فيه الفريق المسفيوي أكثر احتكارا للكرة، وأكثر انسجاما، الشيء الذي جعل مرمى الحارس العسري يهدد في أكثر من مناسبة، مما جعل المدرب لمريني أكثر حركة وتوترا. ويمكن القول إنه ظل واقفا لينبه لاعبيه إلى أخطائهم التي تكاثرت وخاصة اللاعب كامارا يعقوبا، الذي لم يعرف أي دور يجب القيام به. مقابل انفعال لمريني كان الكداني امبارك، مدرب أولمبيك آسفي، واقفا وكأنه يتفرج على مباراة لاتعنيه: يده على خده، وعيناه مركزتان في جهة واحدة، وربما تكون يد الحكم التي سترفع من أجل الإعلان عن نهاية الشوط الأول، والذي أعلن عن نهايته الحكم سمير عبد الهادي بالتعادل الأبيض، ولتبدأ من جديد عملية رش العشب الاصطناعي بالماء لأجل القضاء على الحرارة المنبعثة منه، والتخفيف من رائحته ومن اللون الأسود الذي بدل لون الكرة من الأبيض إلى الأسود بفعل حبيبات الكاوتشو . الشوط الثاني من المباراة عرف وجها مشرفا، أبان فيه الفريق المسفيوي عن إمكانيات عالية، وقدم عرضا كرويا جميلا تكلم فيه الكثير من الجمل الكروية المفيدة. وأيقظ النائمين من الجمهور ولاعبي فريق القراصنة، الذين أحسوا بأن القرش قد فتح فكيه، وأن شباكهم أصبحت قريبة من أنيابه، خاصة القرش النملي والداودي وحليوات. الإحساس بالخطر جعل الربان لمريني يدخل كلا من حمدان ، يوسف لكناوي، وإبراهيما مما مكن القراصنة من ضبط إيقاعهم، فدبت في أرجلهم الحيوية ووقفوا بالند للمسفيويين، واستطاعوا تحويل هجوماتهم إلى مرتدات خطيرة، استغل منها واحدة في الدقيقة 88، حيث سدد الصفراوي بقوة من خارج المربع ليهزم الحارس عفيفي، ويحقق انتصار القراصنة على القرش، الذي كان قريبا من تقطيع الشباك، التي كانت طعما خادعا، أدى إلى إنهاء القراصنة للبطولة بانتصار ليس له من طعم سوى طعم منحة الانتصار.