عانقت جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الفيلم الوثائقي «الحي المحمدي، الحي المنسي» لمخرجته بشرى إجورك بتعاون مع المصلحة الاجتماعية للمكتب الشريف للفوسفاط ومندوبية الثقافة بخريبكة في قاعة الأفراح، قاعة الأفلام، قاعة الذاكرة. وكانت مناقشة الفيلم من طرف عبد الهادي أعراب وحسن مجتهد و الحبيب ناصري مع تدخلات المخرجة بشرى إجورك المقنعة لتوضيح بعض تساؤلات الحاضرين. للمخرجة بشرى إجورك لها عدة أفلام مهمة منها : شفشاون الوجه الأزرق، الثوار الجدد، الحي المنسي، أدب المقاومة... في الفيلم الحي المنسي، الحي المحمدي ، ركزت المخرجة على مواقع الكاميرات والصور لأنها وجدت صعوبة في التصوير لازدحام الحي و صعوبة التنقل. أما السيناريو فبني و اعتمد على فكرة: شخصية عمر السيد ورحلته عبر الحي المحمدي. والفيلم ليس مملا فهو مليء بالمناظر الجميلة والعنيفة ولكنها الواقع تارة مرا و تارة مفرحا. وتداخل عدد من الحاضرين تداخلات حارة ومهمة : فالحي المحمدي لم يكن منسيا فهو خلق رجالات في جميع الميادين فنيا ومسرحيا وسينمائيا وغنائيا. والفرنسيون الذين كانوا يريدون أن يسبوا المرحوم محمد الخامس كانوا يسمونه بملك «كريان سنطرال». وأنجز الفيلم في إطار أشرطة وثائقية خاصة بالمغرب من طرف قناة الجزيرة ولكن دون تدخل في موضوعه أو مغزاه بل كانت الفكرة والزمام بيد المخرجة بشرى إجورك التي تصرفت بحزم وعبرت بإحساس ومواطنة عن الواقع المغربي. و من جماليات الفيلم أنها وظفت الإضاءة بصفة خاصة و متقنة. وتدخل أعراب وتكلم عن الهامشية وعن الهامش الحضاري للثقافة للتسطيح والاختزال والتي تنتج العنف والجريمة والفقر كتصورات مجهزة وجاهزة مسبقا وناتجة عن التحقير الطبقي لاتهامه للطبقة الآتية من البوادي. والتهميش ناتج عن التصنيع وعن الصدمة الكولونيالية. فالدار البيضاء تعتبر «عشر» المغرب وهي تستقطب أناس من طبقات مختلفة ومن المغرب ككل وهذا في حد ذاته يسبب توترا. طور الفضاء حسب رأي حسن مجتهد وأصبح الفضاء بطلا والفيلم لايحكي سيرة احد بل يتكلم على الهامش عبر رحلة وعبر ملامح وكلام شخصيات مهمة في الحي المحمدي فالحي المحمدي يكون وحدة كاملة جامعة لكل طبقات المجتمع وهو نموذج الوطن المغربي. وتكلم الحبيب ناصري عن الفيلم الوثائقي وأهميته وأهمية الذاكرة التي تتطلب البحث والنبش في التاريخ للاحتفاظ بالماضي لبلورة المستقبل والتمتع بالحاضر.