مرة أخرى ينهي فريق رجاء بني ملال الموسم الرياضي على إيقاع الخيبة والفشل. خيبة تتمثل في عدم تحقيق أمال الجماهير الملالية بعودة الفريق إلى قسم الأضواء. فشل يتجلى في سوء تدبير وتسيير أمور الفريق. والنتائج خير دليل على ذلك. فالعجز عن تحقيق الصعود إلى القسم الأعلى يتكرر للمرة السادسة على التوالي، منذ سقوط الفريق في نهاية موسم 2002 - 2003 إلى مجموعة الهواة. فخلال ستة مواسم متتالية عجزت المكاتب المسيرة المتعاقبة، التي كان الرئيس الحالي يشكلها بتفويض من الجموع العامة السنوية، المنعقدة في آخر كل موسم، على جلب أي شيء جديد لفائدة الفريق. فشل على كل المستويات. وكان السبب الرئيسي دائما هو سوء التسيير، بحيث لم يكن الفريق يشكو طيلة هذه المواسم من شح في الموارد المالية، التي كانت توفرها بالأساس المجالس المنتخبة. فكانت ميزانية الفريق لا تقل في كل موسم على 120 مليون سنتيم. في حين حققت بعض الفرق المنافسة في نفس الشطر )الإتحاد البيضاوي - وفاء وداد ...) حلم الصعود بميزانيات أضعف بكثير من ذلك. سوء التسيير، تجلى أساسا في تدبير الجانب التقني للفريق، حيث حطم الرجاء الملالي الرقم القياسي في تغيير المدربين، وكان ذلك يتم بسبب أو بدون سبب، وغالبا من تأثيرات خارجية بسبب ضعف المكتب المسير. فخلال الموسمين الأخيرين غير الفريق المدرب ثماني مرات. أربع مرات في الموسم الماضي، فاستغل ذلك فريق اتحاد الفقيه بن صالح وحقق الصعود مباشرة. ونفس الأمر خلال هذا الموسم، وكان ذلك لفائدة فريق شباب قصبة تادلة، الذي تصدر ترتيب المجموعة بشكل مريح، سيخوض مباريات الصعود قريبا. التغييرات العشوائية همت كذلك اللاعبين، فباستثناء ثلاثة لاعبين، من بينهم حمزة شطبي، كان الفريق يخوض كل موسم بترسانة جديدة من اللاعبين أساسها اللاعبون المجلوبون من خارج الجهة. والذين كلفوا الفريق كثيرا ولم يوفروا الإضافة الحقيقية اللازمة لبلوغ الهدف المنشود. مبدأ الإستقرار التقني لم يكن أبدا في مفكرة المكتب المسير ورئيسه لدرجة أصبح الفريق بفريقين. فريق الرئيس يضم المدرب ماديرا، المقال من طرف المكتب، واللاعبين المجلوبين. وفريق يتزعمه بعض أعضاء المكتب يضم اللاعبين المحليين. فخاض الفريق الثاني مبارتي الدورتين 19 و20 وخاض فريق الرئيس مبارتي الدورتين 21 و22. وكانت النتيجة تقهقر الفريق إلى الرتبة السادسة، بعدما كان يحتل الصف الثاني في المواسم الخمسة الماضية. إذن الخيبة جاثمة على قلوب الجماهير، التي هجرت الفريق ولم تعد تهتم بأخباره. والفشل كان ذريعا هم حتى الفئات الصغرى، التي قدمت اعتذارا عاما. أما أعضاء المكتب المسير فمنهمكون في حرب ضروس بين الرئيس من جهة وبعض الأعضاء من جهة أخرى بينهما أعضاء غير مهتمين. صراعات توجت بانقلاب أبيض على الرئيس دبرته السلطات المحلية بسلاسة وحكمة تفاديا لأي مواجهات أو اصطدامات في الملعب بين لاعبي الطرفين... انتهى الموسم وبقي الفريق الملالي قابعا في قسم المظاليم، ومن المنتظر أن يعقد الرئيس جمعا عاما على مقاس الجموع العامة السابقة، ويتم تجديد الثقة فيه مرة أخرى ليختار تشكيلته، وتعود نفس الوجوه لتكرار نفس التجربة. ويستمر نفس الإحباط ونفس الخيبات وتتكرر المهزلة لمواسم أخرى.