فقد الجمهور الملالي الثقة في فريقه رجاء بني ملال لكرة القدم، فهجر مدرجات الملعب الشرفي، ولم يعد يهتم لا بأخبار الفريق ولا بمساره الكروي. الدافع منطقي و مشروع هو النتائج المخيبة للفريق وعدم قدرته على الخروج من دائرة الظلام. وبالتالي قبوعه في مجموعة الهواة لستة مواسم متتالية. هذه الجماهير التي شكلت عبر التاريخ الدعم الأساسي والوقود المغذي لتحقيق العديد من الإنجازات. وفي مقدمتها الفوز ببطولة المغرب سنة 1974، والمشاركة المشرفة في دوري محمد الخامس، أرغمت على إعطاء الظهر لفريقها المحبب، بعد أن تيقنت من أن الأسباب الرئيسية في إخفاقات الفريق ليس في جمهوره ولا في الوسائل المادية. ولكن الداء يكمن في المجموعة المسيرة لدواليب الفريق. وخاصة رئيس المكتب المسير، الذي وعد الجمهور قبل ستة مواسم بتحقيق برنامج طموح يروم هيكلة الفريق، وخصوصا تحقيق العودة إلى قسم الأضواء خلال موسمين فقط. هذا الرئيس الذي يختار في بداية كل موسم عناصر مكتبه بعد أن يمنحه الجمع العام تلك الصلاحية. لم يحقق ولو بندا واحد من مشروعه طيلة ستة مواسم، رغم أن جميع الوسائل المادية وفرت له سواء من طرف السلطات أو من المجالس المنتخبة. بحيث تعود الفريق أن يدبر كل موسم بميزانية سنوية لا تقل على 140 مليون سنتيم. مبلغ لم يوفر لفرق أخرى حققت الصعود في نفس الشطر (الإتحاد البيضاوي، وفاء وداد، ...) في حين ظل الفريق الملالي يحقق الخيبات تلو الخيبات. سوء التسيير الذي كرسه الرئيس والذي تجسد في الجانب التقني وعرف موسما بعد الأخر عشوائية كبيرة، بحيث تعود المكتب على تغيير المدرب بسبب أو بدون سبب. تغييرات لا تخضع لأي منطق رياضي. وغالبا ما كانت تفرض على المكتب من جهات معينة تنتمي لمحيط الفريق المفروض فيها دعم الفريق وليس التدخل في مسائله التقنية. هذه التغييرات العشوائية ساهمت بشكل كبير في ارتباك أداء الفريق و تراجع عطائه التقني. وكانت سببا رئيسيا في تضييع فرصة الصعود في كل موسم. وخير مثال على ذلك ما وقع خلال هذا الموسم، حيث غير المكتب مدرب الفريق أربع مرات. انطلق بالمدرب العسري، ثم استبدله بالبرتغالي ماديرا، ثم أعيد العسري، فاستغني عنه بعد مباراة واحدة فبقي الفريق بدون مدرب ، ثم استرجع ماديرا. والنتيجة الحالية هي تقهقر الفريق من الصف الأول إلى الصف الثالث برصيد 27 نقطة، على بعد 8 نقاط من فريق شباب قصبة تادلة، الذي استغل مشاكل الرجاء الملالي وقفز إلى الصدارة برصيد 35 نقطة على بعد أربع دورات من نهاية البطولة. إذن ضاع حلم الصعود هذا الموسم كذلك، فتحول الصراع من مواجهة الفرق المنافسة على الميدان إلى تطاحن بين عناصر المكتب حول أمور هامشية. ليطال الصراع اللاعبين، الذين تفرقوا إلى كتلتين ودخلوا في مشادات فيما بينهم . أليس من حق الجمهور إذن أن يهجر الفريق ويتناساه؟.