الأب البسيط الذي توفي دفاعا عن ابنته، في مواجهة ثلاثة أشرار، جاء ليذكرنا بأن الآباء في المغرب يموتون فعلا من أجل أبنائهم، ومن أجل شرف بناتهم.. الرجل البسيط الذي قتله ذئب وذئب وذئب، صبيحة يوم ربيعي بفاس، عندما كان يرافق فلذة كبده، كالعادة إلى عملها، معلم كبير في الشرف وفي العزة، وفي البساطة، وفي تمغربيت.. محمد رفيقي، المستخدم في النظافة، كان يستيقظ كل يوم في الساعة 6 صباحا بحي اجنان بوطاعة بالمدينة القديمة، لكي يرافق ابنته العاملة. يستيقظ قبل الديكة ويأكل تقريبا مثل ما تأكله، ويعيش وابنته بالسميك، لأنه لا يمكن أن يستيقط أب وابنته في تلك الساعة بدون أن يكون وراءهم السميك، الذين طعنوا الأب، أصابوا ابنته في القلب، ولكن الطعنة لن تقتل اعتزازها بأبيها، ولا بشرفها، لم يكن أبوها رجلا ذا نفوذ، وسلمها مفاتيح سيارة جديدة، وطلب منها أن تتمرن في حياة شرطي بسيط تماما مثله مثل أبيها، وتعود إليه بعد أن تكون قد أردته مقعدا، ولم يكن أبوها رجلا مشهورا، طلب منها أن تملأ سيارتها بالكانيشات الصغيرة وتملأ رأسها بالمنشطات (المرجو قراءتها كمانشيط) ثم تدوس عمالا يطلبون بعضا من المسكي الذي سقط من شعارات أبيها، لم يكن أبوها رجلا شهيرا، أصيب ذات مرض غريب بنوبة قنص بوليسية، طلب منها أن تبحث عن أول شرطي في عين الذياب وتجعله يضرب بجسده سيارتها الفارهة، ثم تبكي قليلا أمام عمها الرجل الشهير أيضا، لكي تصاب الأمة كلها بحالة غضب لا توصف ضد الشرطي الذي لم يضربها بجسده حتى الموت.. أبوها، أيضا، لم يكن يملك من رصيد سوى الخوف على ابنته، والخوف على شرفها الرفيع، وعلى حياتها، وعندما لم يجد جدارا لكي يحميها به، ولا سورا لكي يرد به المهاجمين، ولا متراسا لكي يصد به المنحرفين، شيد في لحظة عابرة جسده لكي يكون جدارا، وسورا، ومتراسا، وهدفا للغادرين.. كل فتاة بأبيها معجبة، وابنة محمد رفيقي، العامل البسيط، لا بد أن تكون أكثر من معجبة، وأكثر من ابنة وهي ترى بساطتها تسمو إلى درجة المثال ودرجة الشهادة.. إلى كل الذين يبررون باسم الأبناء انهيارهم، إلى كل الذين يبررون باسم الأبناء سقوطهم، إلى كل الذين يبررون باسم الأبناء انحرافهم، إلى كل الذين يبررون باسم الأبناء لصوصيتهم، إلى كل الذين يبررون باسم الأبناء انهزامهم، إلى كل الذين يبررون باسم الأبناء قزميتهم، انظروا محمد رفيقي البسيط الذي ترك خلفه 5 بنات، ولم يتردد في أن يموت من أجل واحدة فيهن.. بوركت أباهن الذي في الشهادة والشهامة والنشيد..