من الظواهر الخطيرة والجديدةبفاس هو تواجد كميات هائلة من الكبد وأحشاء الغنم التي تستعمل في الأكلات الخفيفة مثل القلب والطيحان وما شابه ذلك، وتأتي هذه الأشياء من مدينتي سبتة ومليية السليبتين من طرف مختصين في تهريب هذه التجارة الجديدة. وقد أصبح الإقبال متزايدا على هذه الأنواع مما جعل أثمانها في ارتفاع مستمر، بل في بعض الأحيان تفتقد داخل السوق الفاسية نظرا لكثرة الطلب. المحترفون الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف لجأوا للسوق المجاورة، حيث الإقبال على هذه الأنواع قليل جداً وأثمانها رخيصة للغاية ومقارنة مع ثمنها في المغرب. والغريب هو أن المجازر في سبتة ومليلية لا تذبح بطريقة إسلامية وأن الذين يقومون بعملية الذبح ليسوا مسلمين من جهة أخرى أن هذه الأحشاء من كبد وقلب وطيحان غالبا ما تكون مختلطة مع كبد الحلوف «الخنزير» الذي هو محرم إسلاميا، والذي يذبح بكثرة داخل هذه المجازر، إضافة لكل ذلك، فإن طريقة نقل هذه المواد الحساسة من هذه المدينة لا تحترم أي شروط وقائية تحفظها من التعفن والتسمم، حيث أنها تنقل في حاويات بلاستيكية من الحجم الكبير، وإذا أضفنا عامل درجات الحرارة داخل السيارة ثم المسافة الرابطة بين مليلية أو سبتة إلى فاس 400 كلم، ففي غالب الأحيان تصل في حالة جد مزرية مما يجعل صاحب المحل الذي يشتريها يحاول بيعها في أقرب الآجال، خاصة لأصحاب الأكلات الخفيفة الذين يقدمون كل شيء دون مراعاة للمستهلك دون تمييز بين هل هي للبقر أو للخنزير! الغريب في كل ما ذكرناه ليس ثمن هذه المواد ولا طريقة جلبها؟ ولكن غياب دور المراقبة إن على مستوى الطريق الرابطة بين مليلية وفاس ثم عندما تحل بالمدينة وتصبح تباع داخل الأسواق والمتاجر المخصصة لبيع اللحوم، أين هي المراقبة من طرف الجهات المختصة خاصة المجلس البلدي والوقاية الصحية والمصالح الولائية؟ والخطير في الأمر أن هذه المواد المذكورة تباع بسوق الرصيف والسعادة والسوق المركزي ولا حسيب ولا رقيب لحماية المواطن الذي هو المستهلك الأول والمعرض للمخاطر، فما بالك بالأطفال الصغار. عدد كبير من المواطنين من مختلف الأعمار يصابون بالتسممات دون علم ما أكلوا ، فمثلا هناك محل لبيع الأكلة الخفيفة بالمدنية الجديدة قرب السوق المركزي اتخذ في حقه قرار الإغلاق 5 مرات من طرف الجهات المختصة، إلا أن القرار لم يطبق ولو مرة واحدة رغم الشكايات المتعددة وخروج اللجنة، للأسف لايزال يمارس عمله دون أدنى مشكل؟! مثل هذه المحلات التي تبيع الأكلات الخفيفة كثيرة في فاس ولا تتوفر على أدنى شروط النظافة، حيث فوضى عارمة ، سواء بالمدينة القديمة أو الجديدة. فهل سيلتفت المسؤولون ، من سلطة محلية ومجلس المدينة والوقاية الصحية، لصيحات المواطنين الذين استنكروا هذه الظاهرة ؟!