شنت الشرطة الاسبانية صباح أمس حملة اعتقالات شملت 17 شخصا، مغاربة وجزائريين، يشتبه في قيامهم بأنشطة تهدف إلى تمويل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» التي كانت تعرف سابقا ب«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر. وفي هذا الإطار أوضحت مصادر إعلامية أن الاعتقالات تمت في وسط مدينة بيلباو، ببلاد الباسك، مضيفة أن الشرطة الاسبانية تشتبه في انتماء المعتقلين إلى عصابة لتهريب المخدرات والسرقة وتزوير البطائق البنكية، بهدف جمع الأموال لفائدة «القاعدة». وتعتبر هذه سادس حملة اعتقالات تشنها الشرطة الاسبانية، منذ بداية السنة الجارية، ضد خلايا تتهمها بالانتماء أو التعاون مع شبكات إرهابية. وشملت أغلب هذه الاعتقالات مواطنين من باكستان، المغرب والجزائر. وتقول السلطات الاسبانية إن القاعدة تستقطب أتباعا عديدين ينحدرون من المغرب العربي ودول إسلامية أخرى، بهدف جمع الأموال وتجنيد مقاتلين والقيام بأعمال إرهابية لزعزعة استقرار المنطقة. وكان تقرير لمصلحة مكافحة الارهاب بإسبانيا قد أشار إلى وجود أن ثمانية تنظيمات «جهادية» أصبحت متمركزة بشكل قوي في الجار الشمالي، بينها ثلاثة من المغرب، تشكل خطرا حقيقيا ويمكن أن تقوم بأعمال إرهابية في أي وقت ، على غرار التفجيرات التي استهدفت قطارات العاصمة مدريد في 11 مارس 2004. ويتعلق الامر في المقام الاول ب« تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» الذي يتركز في «كاطالونيا» وهناك تستقطب أتباعها وتحثهم على «الجهاد» لتحرير سبتة ومليلية المحتلتين والاندلس، ثم «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة» التي تنشط بالخصوص في مدريد وضواحيها بالاضافة إلى كاطالونيا، وتحمل السلطات الاسبانية هذه الجماعية مسؤولية تفجيرات مدريد التي تعتبر أكبر عملية إرهابية في تاريخ إسبانيا الحديث. وأشار التقرير أيضا إلى مجموعات أخرى، تتشكل أساسا من المهاجرين من أصل باكستاني، ويتعلق الامر بجماعة «التكفير والهجرة» التي وجدت تربة خصبة في إقليمكاطالونيا الذي يضم 70 في المائة من المهاجرين الباكستانيين المستقرين في إسبانيا ، بالاضافة إلى «السلفية الجهادية» المغربية، «الاخوان المسلمون» و«الجماعة الاسلامية» من مصر و «التبليغ والدعوة» الذي تعود أصولها إلى الهند ثم حزب التحرير الذي ظهر في إقليمكاطالونيا.