كانت القوانين التي قدمتها حكومة بيرلوسكوني الى البرلمان وتم التصويت عليها في مجال الهجرة الاكثر صرامة باوربا على الإطلاق .فقد فرض هذا القانون ذعيرة على المهاجرين، سواء الذين انتهت صلاحية اوراقهم او الذين لم يحصلوا عليها بعد .كما ينص الى سجن كل من يأوي مهاجر بدون اوراق بالسجن 3 سنوات وذعيرة مالية، لكن الأخطر في هذا القانون والذي يتنافى مع القوانين الدولية هو ترخيصه لمواطنيه بتشكيل مليشيات ومطاردة المهاجرين بدون اوراق إقامة، وهو ما يعتبر غطاء قانونيا للجماعات الفاشية التي كانت تهاجم المهاجرين وتنكل بهم وتعتدي عليهم جسديا حتى بدون وجود هذه القوانين، وهو ما جعل الجمعيات المدافعة على حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين والكنيسة الايطالية تعتبر هذه التطورات هي عودة الى عصر ميسولوني وعهد الفاشية الايطالية التي تحالفت مع النازية قبل اندحارها وهزيمتها. لكن هذه المرة عادت الممارسات الفاشية عن طريق صناديق الاقتراع برئاسة بيرلوسكوني أحد أغنياء ايطاليا والذي يحتكر اغلب القنوات التلفزية بايطاليا والذي يحلم بتدبير ايطاليا كما يدبر مقاولاته. هذه القانون ايضا يجبر ، الطبيب ،ساعي البريد ومدير المدرسة الايطالي الى تحولهم الى مجرد وشاة « بياعة» لنظام التضييق الجديد على المهاجرين ببلدانهم وبضرورة ابلاغ الشرطة .هذا القانون ينضاف الى القوانيين الفرنسية التي تسجن كل فرنسي حاول انقاذ مهاجر او مساعدته وكذلك سجن ومتابعة أي فرنسي ربط علاقة او تزوج من أجنبي دون التأكذ من صلاحية اوراقه. هذه الوضعية الجديدة تهدد العديد من المغاربة المقيمين بايطاليا التي توجد بها أحد اكبر الجاليات المغربية المقيمة بالهجرة، خاصة ان جزءا منهم فقد أوراق اقامته او مهدد بفقدانها لطبيعة القوانين الايطالية التي تنظم الهجرة. هذه القوانين القمعية التي أصبحت تؤطر الهجرة وتضيق الخناق على المغاربة في وضعية صعبة لا تساير التعاون الذي يقوم به المغرب مع هذه البلدان من اجل الحد من الهجرة الغير المنظمة كما انها تضايق مصالح المغرب كشريك متميز لأوربا. ليبيا التي نهجت سياسة الممانعة لعدة سنوات مع البلدان الاوربية فضلت التعاون مع هذه السياسة الايطالية الجديدة بقبول كل المهاجرين بدون أوراق من ايطاليا الذين يفترض انهم مروا من اراضيها مما يحولها الى مركز لحجز و مطاردة الأجانب وهو ما يجعل ليبيا في تناقض مع سياستها في التعاون والانفتاح على بلدان إفريقيا. بفعل الازمة العالمية بدأت أوربا تسن قوانين قمعية، بل تعود الى عصر ظلمات اوربا في منتصف القرن الماضي عندما سيطرت ايديولوجيات عنصرية مثل النازية و الفاشية شعارها كراهية الاجانب.بل ان رابطة الشمال تنادي بوضع عربات ميترو خاصة بالايطاليين بل ان هذا الحزب العنصري مشارك في الحكومة ويجعل كراهية الاجانب هو برنامجه الاساسي . خطورة هذه القوانين الجديدة للهجرة ببعض البلدان الاوربية انها أصبحت تهدد حتى من يتوفرون على الإقامة مثل ما يحدث بايطاليا واسبانيا. ماذا يحدث لأوربا، هل ستتحول من بلدان الحرية واستقبال المضطهدين اقتصاديا وسياسيا الى مأوى للانظمة الوطنية المنغلقة والعنصرية ؟