يبدو أن العديد من الفرنسيين لا يعرفون أن مجرد حب أجنبي أو أجنبية والعيش معه أو معها قد يؤدي بك الى السجن 5 سنوات وغرامة من 30000 اورو.طبعا هذه ليست مزحة بل هي حقيقة وهذا القانون لا يعود الى عهد فيشي البائد (الذي تعاون مع الحكم النازي ) بل هو قانون من قوانيين الجمهورية الفرنسية الخامسة. l?article 622-1 du code d?entrée et de séjour des étrangers et du droit d?asile (CESEDA. لهذا اصبح على كل فرنسي او فرنسية في حالة وقوعه في علاقة صداقة أو حب أو إذا راد الزواج من مهاجر، لا بد ان يطلب من الأجنبي كشف هويته وأوراقه القانونية وإلا سوف يتعرض لسجن لمدة ليست باليسيرة ويؤدي دعيرة مالية يصعب عليه اداؤها. هذه هي قصة جنيفر 23 سنة من مدينة ديجون عندما التقت في إحدى السهرات الليلية مع محمد . وبعد قصة حب بينها دامت 10 اشهر، قررا الزواج ،لكن محمد انتهت صلاحية أوراقه إقامته لكنهما لم يعيرا اهتماما لذلك وقررا طلب الزواج. هذا الخروج الى العلن من أجل الزواج هو الذي سيجلب عليهما كل انواع المصائب،بعد ايداعهما لملف لدى عمدة المدينة ، وتعرضهما للوشاية . بدأت القصة الدرامية بالتحقيق مع جنيفر في مخفر الشرطة والحجز لمدة 4 ساعات، واسئلة حول حبها الحقيقي لصديقها وفي الاخير تم إعطاؤها استدعاء للمثول أمام القاضي بتهمة مساعدة أجنبي انتهت صلاحية أوراقه الإدارية. ومثلت امام القاضي يوم الاثنين 11 ماي الذي أجل الحكم في القضية الى شهر شتنبر من نفس السنة . في حين تم حجز محمد بمركز للاجانب وطرد نحو المغرب بتهمة الاقامة غير الشرعية منذ 2 من أبريل. جنيفر وجدت نفسها في دوامة رغم أن فرنسا لا يحكمها بعد زعيم اليمين العنصري جون ماري لوبين .وفي لحظة فقدت كل شيء، رفيق حياتها طرد نحو المغرب لتجد أمامها آلة الشرطة والقضاء ووزير للهجرة يريد تحقيق أكبر عدد من المطرودين . ورغم ان هذا الوزير قادم من اليسار الفرنسي قبل ان يخون اصدقاءه ليلتحق باليمين الحاكم ويحول العلاقات الإنسانية الى مجرد ارقام ، ويحول الشرطة والقضاء الفرنسي الى مجرد آلة لتحقيق الأرقام والمردودية ، كأي مقاولة تافهة لإنتاج المعلبات تريد الرفع من ارقامها . كل هذه المآسي سقطت على جنيفر لأنها فقط استمعت الى قلبها وأحبت محمد دون ان تطلب عنه «تقريرا مفصلا من الشرطة حول وضعيته وحول صلاحيته وصلاحية اوراقه». من حسن حظ جنيفر ان عدد من الجمعيات تؤازرها في هذه المحنة وقررت التظاهر أمام المحكمة وقت مثولها أمام القاضي. جنيفر سافرت الى المغرب لتلتقي حبيبها دون ان يطلب منها أحد صلاحية حبها لمحمد. لكن من المؤكد ان جنيفر سوف تتساءل حول ما حصل لها وما حصل لفرنسا حقوق الإنسان التي تتابع مواطنيها بقانون لمطاردة الاجانب رغم ان الرئيس من أصل اجنبي، ووزيرة العدل من أصل أجنبي ووزير الهجرة من أصل أجنبي... هل أصبح المهاجرون يكرهون باقي المهاجرين؟