طلعت إحدى اليوميات المغربية بتحقيق من مولاي بوعزة، إقليمخنيفرة، وضريحه وموسمه السنوي الشهير بعاداته وظواهره الغريبة من قبيل "أكل اللحم لخضر"، وبقدر ما للتحقيق من قيمة إعلامية مضافة من الواجب التنويه بصاحبه، وردت فيه معلومة غير صحيحة ربما تكون منقولة عن تصريح مغلوط، تلك التي زعمت أن قرار عزل قائد سابق بمولاي بوعزة جاء عقابا في حقه لمجرد "أنه نفذ حملة تطهير للمنطقة من العاهرات والشواذ جنسيا، وقرر إعادة فترات الحج والزيارات إلى ضريح/موسم مولاي بوعزة حيث يتوافد على المنطقة الآلاف من المواطنات والمواطنين من مختلف مدن المملكة"، بينما الحقيقة أنه لم يكن سهلا وقتها على المتتبعين للشأن العام المحلي التوصل إلى أي من الخروقات والتجاوزات المتعددة التي "عصفت" برأس القائد، ومقابل اختلاف التأويلات والتخمينات اكتفى الجميع في كل الأحوال بالتركيز على النتيجة المتمثلة في إجراء العزل الفوري الذي تكلفت بحمله للمعني بالأمر لجنة حلت بالمنطقة. وكان المراقبون قد أجمعوا على ربط إجراء عزل القائد بضلوع هذا الأخير في تجاوزات تتعلق بالشعير المدعم، وضربه حق المنطقة وفلاحيها وكسابيها من هذه المادة باستغلاله صفة رئيس اللجنة المحلية لتوزيعها، كما سبق للسكان في وقت سابق أن وضعوا أكثر من علامة استفهام حول المصير الذي آلت إليه مسطرة التحقيق في شأن قضية السيارة التي سبق لدرك أجلموس أن تمكن من إيقافها وحجزها وهي محملة بكمية كبيرة من الشعير المدعم، وأكدت التحريات حينها أنها مهربة لجهة معينة بغاية المتاجرة فيها بالطرق المعلومة. ووسط زحمة التعاليق والآراء ذهبت مصادر متطابقة إلى ما يفيد أن أسباب الإقالة/العزل قد تعود إلى تجاوزات عمد القائد المعني بالأمر إلى القيام بها عقب الزيارة الملكية للإقليم من خلال ابتزازه للمواطنين والضغط عليهم بطرقه المألوفة التي يطبعها الشطط في استعمال السلطة وتعود في مظاهرها إلى ما قبل المغرب الجديد، كما لم تفت مصادر أخرى الإشارة إلى "تقارير إدارية" قام فيها القائد باتهام برلماني سابق باستغلال "مصاهرة" بين هذا الأخير ومسؤول إقليمي في أعمال وصفقات ما، ولا غرابة حتما في حديث سكان سبت آيت رحو حول إقدام الرجل على كراء أراضي الجموع ب"مسلان" لفائدة أحد الأشخاص بطريقة في غاية المزاجية، وبما أن صاحبنا القائد هو الوصي على أراضي الجموع فإن السكان لم يجدوا أيضا أدنى تفسير لعملية كراء بعض هذه الأراضي ب "تازطوط حد بوحسوسن" في ظروف مشبوهة. فأي شذوذ عصفت برأس القائد ، هل هي من نوع الشذوذ الجنسي أم الشذوذ السلطوي؟