تكرر المشهد مرة أخرى في مباراة الوداد والترجي التونسي برسم ذهاب نهائي كأس العرب، كما حدث في لقاء الديربي بين الرجاء والوداد نهاية الأسبوع الماضي.. فقد تم طرح 46 ألف تذكرة لولوج المركب الرياضي محمد الخامس، بيعت عن آخرها، لكن وفي المدرجات فعدد الحاضرين من الجمهور، ارتفع إلى أضعاف عدد التذاكر، حيث اتضح أن عدد الجمهور فاق 80 ألف متفرج! بمعنى آخر، فأربعين متفرجا ولجوا أبواب المركب الرياضي بطريقة أو بأخرى، لكنها تظل بكل تأكيد، خارجة عن منطق حساب التذاكر «الشرعية» التي بيعت عن آخرها! فأية قراءة يمكن اعتمادها لفهم الموضوع؟ من يسمح بدخول قرابة 40 ألف متفرج من المفروض أنهم لا يتوفرون على التذاكر «الشرعية» التي تم طرحها للبيع؟ و أي ممرات سلكها هؤلاء للدخول ومزاحمة أصحاب التذاكر الحقيقية في أماكنهم، علما بأن المقعد الواحد أصبح يتسع لثلاثة أو أربعة متفرجين؟ أين تختبئ عيون المنظمين وحراس الأمن وعناصر الشركات الخاصة للأمن حتى تمر كل هاته الأفواج البشرية في «غفلة» من الجميع؟ من المؤكد، ارتباطا بظاهرة «السليت» هاته، أن مداخيل مثل هاته المباريات تفقد حوالي 120 مليون سنتيم، أو أزيد، بالإضافة إلى ما يمكن أن يسببه هذا التدفق البشري غير المحسوب و«غير المتوقع» على مستوى تنظيم الفرجة واستتباب الأمن في المدرجات.. لكن الغريب في الأمر، هو صمت مسؤولي فريقي الرجاء والوداد، وعدم احتجاجهم وغياب مطالبتهم بإجراء بحث جدي في أسباب هذه الظاهرة! مما يفتح باب التساؤل على مصراعيه، ويضع كل المتدخلين المحيطين بعملية تنظيم مثل هذه المباريات، موضع اتهام مباشر وتواطؤ متفق عليه. وعليه فمسؤولو الفريقين البيضاويين ومعهم مسؤولو الأمن، ومسؤولو المركب الرياضي محمد الخامس، والسلطات المحلية، جميعهم في قفص الاتهام.. إلى أن يثبت العكس! ارتباطا بنفس الموضوع، يجب وضع علامة بالبنط العريض حول عملية تنظيم العمل الصحافي في مباراة السبت، ودور اللجنة المنظمة التي اجتهدت في توزيع شارات الاعتماد ل ... غير أصحابها! على أن كل ذلك، يجب أن لاينسينا توجيه كل الثناء لجمهور مركب محمد الخامس، الذي برهن مرة أخرى في لقاء الوداد والترجي التونسي، عن نضج كبير في طريقة التشجيع والاحتفال، نضج فاق بكل تأكيد مستوى التنظيم من طرف كل المتدخلين في العملية!