أثارت لوحة فنية رائعة أبدعها أحد الرسامين الفلسطينيين المقيمين بالمغرب، جدلا واسعا في أوساط الهواة المغاربة الحاضرين للمباراة النهائية في تغريد طائري الحسون الأنيق والهجين بمدينة أكادير، اللوحة التي قدمتها جمعية المنقار الذهبي بالجديدة لرئيس الجمعية السوسية المنظمة للمسابقة النهائية. وقد أثارني إعجاب الإسبان الحاضرين للتظاهرة حيث تمنوا من أعماق قلبهم أن تكون من نصيبهم. لكن عزيز كرش رئيس الجمعية السوسية فرح بها كثيرا وأعرب عن اعتزازه بهذه الهدية، واضعا إياها في ميزان، وسيارة 4x4 جديدة في ميزان، ورغم ذلك فإن تفضيله للوحة سيرجح الكفة. الأمر مثير فعلا ويستحق الوقوف للتأمل في هذه المقارنة. اللوحة لطائر حسون جميل مرسومة بطريقة احترافية تنم عن معرفة حقيقية بفن الرسم، و فن الحس المرهف لفنان حقيقي أبدع وأنطق الصورة بألوانه المتناسقة. اللوحة/ المفاجأة عملت عليها جمعية المنقار الذهبي لتكون هدية رائعة لشخصية تحملت مسؤولية احتضان المباراة النهائية للاتحاد الأورنيطولوجي بمدينة أكادير الخلابة بمناظرها وبتراثها وبأناسها. كانت لوحة فريدة من نوعها لم تستطع الأعين إلا الانحناء تحية والتصفيق لها إعجابا . شغف الإسبان بالأفكار المغربية جعلهم يتمنون أن تكون اللوحة الرائعة من نصبيهم، وكرم المغاربة لم يترك لهم مجالا لانتقاد ظروف إقامتهم ولا الهدايا التي تلقوها بالمناسبة. نطق طائر الحسون من اللوحة وغرد طويلا في صمته، وهو ينقل عربون محبة وصدق مودة بين جمعيات تنتمي للاتحاد الأورنيطولوجي المغربي، لتبرز قدرتها على تماسك مكونات هذا الكيان الفتي. كانت اللوحة فنا حقيقيا وحد كلمة المغاربة الحقيقيين الذين أبوا إلا أن يحتفلوا بانتصارهم على الزمن وتماهيهم مع الطبيعة عبر أنشودة الطيور المدربة وسمفونياتها العذبة التي أثارت أحاسيسهم، وصقلت هوايتهم أمام مرأى ومسمع من العالم. لايهم أن يهتم العالم... لايهم أن يفهم العالم لغة هذا الطائر الأنيق المنمق برداء الأمراء. اللوحة زغرودة أطلقها رشيد بلقايد رفقة أصدقائه في جمعية المنقار الذهبي لتخلق مفاجأة هذا الحفل الذي حضره هواة و«ماليع» من كل جهات المغرب. كانت اللوحة / المفاجأة تعبيرا صادقا عن إحساس المغاربة المرهف وتضامنهم اللامشروط. كانت اللوحة تعبيرا عن حب حقيقي يكنه المغاربة لبعضهم بعيدا عن عدسات كاميرات التلفزيون وعن ميكروفونات الاذاعات العابرة، بل حتى عن آلات تسجيل الصحفيين بألوان جرائد مختلفة. كانت اللوحة صلة وصل بين مؤيدين للتوجه الجديد، وبين المعارضين له لتؤثث فضاء نادي الفروسية ببنسركاو بأكادير الذي احتضن هذه المسابقة العرس. حقا خطفت لوحة طائر الحسون الأضواء في هذه المناسبة، لكن التنظيم الذي مر في مستوى عال كان يستحق الإشادة والتقدير والاحترام أيضا.