تمكن الاتحاد الأورنيطولوجي من خطف الأضواء بمناسبة تنظيمه للمباراة النهائية في صنفي طائر الحسون وهجينه «الميستو»، وذلك من خلال تنظيم وصفه المتتبعون ب «المستوى العالمي على غرار كبريات الدول الأوربية»، وفي مقدمتها اسبانيا التي تضم أكبر وأقدم المهتمين في هذا الميدان، وقد عرفت حلبة نادي الفروسية ببنسركاو التابعة لمدينة أكادير، والتي احتضنت المباراة النهائية صباح السبت 2 ماي الجاري، حضورا متميزا للمشاركين والضيوف من جميع جهات المغرب، كما تميزت بحضور الحكم الرئيسي من اسبانيا. انطلقت المسابقة النهائية كما كان مقررا لها في البرنامج في الساعة الثامنة والنصف صباحا، على بوابة النادي اصطفت مجموعة من الشباب بزيهم التقليدي المميز، وهم يعزفون بطبولهم وأدواتهم الموسيقية مقاطع من أهازيج شعبية احتفاء وترحيبا بالحضور الذي بدأ في التوافد قبل وبعد انطلاق المباراة. بدا الانشراح على رشيد بلقايد رئيس جمعية المنقار الذهبي بمدينة الجديدة وهو يراقب المشهد اعترافا منه بالمجهودات التي بذلتها الجمعية السوسية لأصدقاء الطيور والبيئة، في تنظيمها لهذا النهائي الذي يعد بالكثير، التفت نحو أصدقائه في الجمعية باعتبارهم أكبر وفد قدم لحضور هذا العرس الوطني، وبادرهم بقوله «البارة غاتكون مهزوزة اليوم» في إشارة إلى أن المستوى التنظيمي سيكون في مستوى عال. الحركة دؤوبة على غير عادتها بنادي الفروسية ببنسركاو المجاور للقصر الملكي، جل الوجوه مبتسمة، كأنها في يوم عيد، يتنقل عزيز لكرش بين الحضور الجالسين تارة ويتجه صوب المدخل الرئيسي للنادي لاستقبال أفواج أخرى، فيشتد العناق والتهاني مرة أخرى. ساحة المباراة «الحفل» يمتد بك البصر وأنت تدخل إلى نادي الفروسية ببنسركاو، ليتملى بفضاء كبير على مرمى البصر، في شمالك تقف «غرف» الخيول بانتظام تطل منها أحيانا بعض النواصي لتستشف سر هذه الحركة غير العادية، خاصة وأن مثل هذه النوادي تتسم بالسكون والهدوء. انتصبت خيمة صحراوية مصنوعة من وبر الجمال استقدمها المنظمون من مدينة العيون، وسط الساحة المعشوشبة المحاطة بسياج خشبي، لتشكل منصة جلس فيها المنظمون والتقنيون، وعلى جانبها ومقابلها نصبت خيمتان أخريان بردائهما الأبيض، اصطفت داخلهما كراس تجعل المتفرجين يراقبون أطوار المباراة عن كثب ودون إزعاج. تفصل عدة أمتار جمهور المتفرجين عن مكان الطائرين المتوازيين أفقيا وفق مسافة متعارف عليها تقنيا في مثل هذه المسابقات، وخلفهما مباشرة يجلس الحكم الرئيسي الإسباني داماسو ريفيرا الذي قدم لمدينة أكادير خصيصا لتحكيم هذا النهائي. الطيور تحتفي ببنسركاو ارتأى المنظمون أن يجعلوا عدد الطيور المشاركة في كل صنف لا يتجاوز 20 طائرا، وذلك لفسح المجال للبرنامج اليومي المعلن عنه مسبقا من قبل الجمعية السوسية لأصدقاء الطيور والبيئة. عند إقبال أي وافد جديد تقابله فتيات بلباس تقليدي، وملامح أمازيغية، لتهديه إحداهن بلباقة ولطف شارة المشاركة «البادج»، ليتوجه نحو الخيمة المنصوبة، ويتابع أطوار المباراة. اختلط المتفرجون بين أجانب، ومغاربة قدموا من مختلف المدن المغربية كالدار البيضاء والرباط وسلا والجديدة والمحمدية والقنيطرة وغيرها من مدن الشمال والشرق. وقد أكد رئيس الإتحاد الأورنيطولوجي أنه تم الإتفاق مع الحكم الإسباني على بعض النقط المدرجة في لائحة التنقيط التي تتضمن المقاطع الإيجابية والسلبية، نفس الشيء أوضحه عبد الجليل، الحكم المغربي المتمرس حيث ناقش الموضوع كثيرا مع الحكم الاسباني بحكم إتقانه للغة الاسبانية. وبعد انتهاء المباراة الوطنية في تغريد الطيور صنف الحسون وهجينه بطريقة «الكوبية»، قام منشط بلكنته الأمازيغية وكلماته العربية بقيادة هذا الحفل الختامي الذي ابتدأ بتكريم بعض الفاعلين والمؤثرين في مشهد «الولاعة» المغربية، قبل الإعلان عن نتائج المباراة التي حصل فيها خالد مراد على الرتبة الأولى في صنف الحسون، بينما تمكن رشيد الحصيري من احتلال الرتبة الثانية، فيما تحصل عبد الله وصفي على الرتبة الثالثة، لينال خالد تويليلة الرتبة الرابعة في المسابقة الوطنية. أما نتائج مباراة «الميستو» أي الهجين من ذكر طائر الحسون وأنثى الكناري، فقد عرفت تتويج حسن شكري بالرتبة الأولى، متبوعا بعبد الله وصفي في الرتبة الثانية، لتعود الرتبة الثالثة لعزيز كرش مع الإشارة إلى التساوي في عدد النقاط ، ليتم اللجوء إلى التحكيم الذي فصل في الأمر. وكتتويج منطقي لمشاركاته المتعددة ودون حصول أية مفاجأة فقد حصل عبد الرحيم منضور على الرتبة الرابعة في هذا النهائي الوطني الذي راهن عليه الجميع لإعطاء صورة حقيقية عن المستويات التنظيمية الراقية.