على غير عادته، و خارج المسار الذي خطه لنفسه من خلال مؤلفاته السابقة، ترك عبد الصمد الكباص في عمله الجديد الصادر مؤخرا التأمل الفلسفي الذي حفلت به كتبه السابقة، وانبرى لكتابة سيرة الفنان المغربي الكبير عبد الجبار لوزير . العمل الذي حمل عنوانا لا يخلو من طرافة هو : «حياة في ثلاث طلقات ونكتة وحلم كبير» شكل استعادة متشعبة لتفاصيل حياة صاخبة مليئة بالمغامرات التي تنحث نفسها في عوالم مختلفة ممتدة من عالم المقاومة إلى الرياضة إلى الفن . .. عبد الصمد الكباص الذي اعتمد استراتيجية خاصة في سرد هذه الحياة مرتكزها ضمير المتكلم رغم أن العمل عبارة عن سيرة غيرية ، عمل فيها الكاتب على التقاط التفاصيل الصغيرة لحياة كبيرة حققت وجودها في اسم عبد الجبار لوزير. لذلك نجد الكتاب نزهة حقيقة في ذاكرة لا تهم هذا الفنان لوحده و إنما مدينة مراكش منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي و تطورها الذي حمل ظهور أمكنة و انقراض أخرى و بروز أسماء و نسيان أخرى ... مثلما هي ذاكرة مغامرة فنية حملت إسم «فرقة الوفاء المراكشية « من بداية حلم كبير و تألقه إلى احتضاره .. كتاب عبد الصمد الكباص الذي نشرته فرقة ورشة الإبداع دراما مراكش و دعمه مركز التنمية لجهة تانسيفت ، جاء حافلا ب29 صورة تؤرخ لهذا المسار منها صور ذات قيمة تاريخية كبيرة كصور خلية حمان الفطواكي فور مغادرتها السجن سنة 1955، وصور استقبالها من قبل عدد من الوطنيين بالرباط, ثم استقبالها بقصر القايد العيادي بمراكش وصور الفوج الأول من فتيان الكوكب المراكشي و صور فريق العلم وصور أول عرض مسرحي لعبد الجبار لوزير بسينما مبروكة سنة 1951 في عرض «الفاطمي والضاوية» لمولاي عبد الواحد حسنين .. الكتاب يرصد كذلك خفايا مرحلة هامة من علاقة عبد الجبار لوزير بالراحل الحسن الثاني وكواليس تدخل الملك في خلق أعمال فنية وابتكار عروض مسرحية واحتفائه بالفنانين وتدمره من بعض الطامعين المتسولين منهم .. يقع الكتاب في 211 صفحة من القطع المتوسط . وأعد لوحة غلافه الفنان مولاي يوسف الحادمي ..