أعلنت صباح أمس، مصادر إعلامية، عن ظهور حالة مرض بأنفلونزا الخنازير بمدينة الجزيرة الخضراء، من أصل 73 حالة عرفتها إسبانيا، أغلبها بإقليمي «كطالونيا والأندلس». 8 حالات منها، تتعلق بأشخاص دخلوا إسبانيا قادمين من المكسيك، فيما ثبت للمحققين الطبيين بأن الحالات الخمس ، انتقل إليهم الفيروس (N1.H1) داخل التراب الوطني الإسباني. ويبدو أن هذا المرض، بدأ ينتشر نحو جنوبإسبانيا، حيث سجلت مصادر رسمية من الحكومة المستقلة للأندلس، 15 حالة مؤكدة منها، يخضع أصحابها للعلاج والأدوية، فيما توجد (21) حالة مشكوك فيها، تنتظر نتائج التحليلات من المعهد المركزي بمدريد، وهو المعهد الوحيد الذي له الصلاحية بإسبانيا، لإثبات هذا المرض وغيره من الفيروسات الجديدة. وبعد الإعلان عن وجود حالات جنوبإسبانيا، قبالة شمال المغرب «حالة الإيطالي بسبتة المحتلة وحالتين بمدينة مالقة الساحلية وحالتين بإقليم كاديس، الذي يبعد عن طنجة بحوالي 14 كلم»، تحركت مندوبيات وزارة الصحة المغربية، منذ يوم الاثنين المنصرم (27 أبريل)، بهدف الحماية من الإصابة بهذا المرض الذي تُشبه أعراضه، أعراض مرض «الزكام». ففي طنجة، أقدمت مندوبية وزارة الصحة على تثبيت «البويبة الحرارية» بممر الراجلين بالمحطة الغربية لميناء طنجة، وهو الممر الذي يعبره أقل من 20 بالمائة من المسافرين إلى الميناء على متن البواخر القادمة من الموانىء الإسبانية. وعن هذا الموضوع، يقول مندوب الوزارة في تصريح خاص للجريدة بأن الوزارة حالياً لا تتوفر على هذه «البويبات» حتى تثبتها في جميع مداخل الميناء، آملا في أن تقوم الوزارة بشراء هذه الوسائل الضرورية التقنية بهدف الوقاية خلال الأيام القادمة، خاصة وأن الحكومة رصدت 850 مليون درهم، مساء أمس الأول لهذا الغرض. ويستغرب المتتبعون بميناء طنجة الذي يستقبل حوالي 4 آلاف مسافر (ة) يومياً، ان أكثر من 80% منهم لا يخضعون للمراقبة الوقائية، لأن المصالح الطبية، لا تتوفر إلا على «بويبة حرارية» واحدة بالميناء. وعن هذه المفارقة المضحكة بميناء طنجة، يقول المسؤول الطبي، بأنه تم إرغام ربابنة البواخر على ضرورة مراقبة الحالات قبل الدخول للميناء المغربي، ولا تسمح السلطات المحلية بفتح أبواب البواخر إلا بعد مرافقة الفريق الطبي المسؤول. وأضاف في تصريحه الخاص للجريدة، بأن الوزارة اعتمدت ثلاثة أطباء لميناء طنجة، وآخرين لمطار (ابن بطوطة)، في غياب أدنى التجهيزات. ويستغرب القادمون إلى ميناء طنجة، على متن السيارات والحافلات، من أنهم لا يخضعون لهذه المراقبة الوقائية، في حين يخضع لها القادمون بدون سيارات. فهل تتحرك وزارة الصحة لملء هذا الفراغ المضحك ؟!