أكد محمد الأشعري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، «أن التاريخ الحديث للمغرب لم تكتب بعد تفاصيله، وأن المغرب لم يخرج حتى اليوم أبحاثه المتعلقة بهذا الموضوع» في إشارة لقضية الشهيد المهدي بن بركة. واعتبر الأشعري، الذي كان ضيفا مساء أول أمس على برنامج «حوار» بالقناة الأولى، أن «كل ارتجال للتأريخ في هذا المجال هو استعمال غير أخلاقي»، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي «ضد التأريخ الانتقائي والموظف». وأوضح في إجاباته عن أسئلة محاوريه، أنه ليست هذه المرة الأولى التي يُهاجم فيها الشهيد المهدي بنبركة، معتبرا أن الهجمة التي يقوم بها حميد شباط، هجمة «قديمة وأعداء الوطن ألفوا مثل هذا الهجوم» الوقح. لكن الجديد والمثير للاشمئزاز يؤكد الأشعري أن هذه الهجمة تتم وملف الشهيد لم تقدم بشأنه كل الحقائق. كما أن اللافت للانتباه، طبيعة «الألسنة التي كلفت بالهجوم والطريقة والعنوان. فالهجوم على الشهيد المهدي بنبركة «ليس فعل شخص هامشي، بل فيه بصمات من نعرفهم ويعرفهم الجميع». وقال الأشعري إن الهدف من وراء هذا الهجوم ليس الاعتداء على صورة الشهيد المهدي، التي تظل صورة ناصعة في أذهان وقلوب المغاربة، بل جعل المغرب بدون ذاكرة تاريخية واستئصالها والايهام بأن الارض السياسية المغربية أرض خلاء يمكن أن يستبيحها سماسرة الانتخابات. وفي ارتباط بتصريحات شباط التي وصفها الأشعري مقتبسا تعبير امحمد بوستة بأنها «تصريحات مخدومة» و «واطئة»، أكد عضو المكتب السياسي أن الأمين العام لحزب الاستقلال على بينة من أن «ثمة من يسعى إلى تفجير العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي ،حزب الاستقلال» مؤكدا أن العلاقة بينهما علاقة تاريخية. وقال الأشعري إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية «لايؤمن ولا يقبل بنظرية الشياطين الموجودة في الطرفين»، في مقاربة قضية المهدي بنبركة، مؤكدا في السياق ذاته، أن «الجلاد جلاد والضحية ضحية». وأن المغرب لابد أن يقدم الحقائق كلها سواء تعلق الأمر بسنوات الرصاص أو بتفعيل توصيات هيئة الانصاف والمصالحة والمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، مؤكدا أن الطي النهائي لملفات سنوات الرصاص لايعني النسيان وفقدان الذاكرة». وأوضح الأشعري أن في انه ظل التطورات التي يعيشها المغرب، ثمة قوى تصر على الرجوع بالمغرب إلى الوراء، مشيرا إلى أن الملاحظ اليوم أن الصراع السياسي يتم حاليا بين من لاجذور لهم ومن يمتلكون الشرعية التاريخية والنضالية المتأسسة على الإخلاص لخدمة الصالح العام. واستغرب الأشعري تصاعد نفوذ كائنات انتخابية طارئة، وأكد ضرورة طرح الأحزاب مسألة النقد الذاتي نصب أعينها، متسائلا عما يعيشه المغرب من تبخيس للعمل السياسي وما يعيشه من صراع لكائنات انتخابية طفيلية. وحول أحزاب تقدم نفسها على أنها مشروع ملكي، قال الاشعري، إن اقحام جلالة الملك في الشأن الحزبي عمل غير مسوؤل وغير أخلاقي. مشيرا في السياق ذاته إلى أن الاطارات السياسية المبنية على الأشخاص تذهب بذهاب الأشخاص والمبادئ تمكث في الأرض، مؤكدا ن «الأحزاب لا تتغير لأنها تتلقى الأوامر». وقال الأشعري إن الاتحاد الاشتراكي، لا يقبل باسم التحالفات القبلية أن يزكي أي فاسد انتخابي»، وأشار إلى ضبط علاقة الحزب مع باقي مكونات الحقل السياسي، سواء تعلق الأمر بحزب الأصالة أو المعاصرة أو غيره ف«نحن خصوم سياسيون ولسنا في حرب أهلية».. وأكد أن مذكرة الاصلاحات الدستورية ليست مزايدة سياسية، بل هي مشروع قدم إلى جلالة الملك وينتظر أن تفتح بشأنه استشارات وطنية.