قال محمد الأشعري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن "أرشيف ووثائق الحزب يوجد جزء منها في مقرات الأجهزة الأمنية والمخابراتية". الأشعري يتحدث إلى الصحافة بين محمد محب وثريا ماجدو لين(سوري) وأبرز الأشعري، الذي كان يتحدث إلى الصحافة، أول أمس الاثنين، في مقر الحزب بالرباط، أن "وثائق حزب الاتحاد الاشتراكي، راحت ضحية مداهمات أجهزة الأمن والمخابرات لمقراته دون أن تستثنى من ذلك حتى جرائد الحزب ومطابعه". وأضاف الأشعري متحسرا، "إننا، ونحن ننجز اليوم عملا حول الذاكرة، نعرف محدودية ما نتوفر عليه من وثائق مادية، فكم من مرة صودرت وثائق الحزب، وخربت مقراته، بل ونهبت وثائق مناضليه وقادته؟". وبدأت الحركة الاتحادية عام 1959، بانشقاق جناح يساري من حزب الاستقلال، أسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وفي 1975، تأسس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأكد الأشعري، أن الفضل في إقامة معرض يتوخى منه رصد أزمنة ومسارات الحزب على امتداد العقود الخمسة الماضية، يعود إلى "مناضلين أوفياء، احتفظوا بصور ووثائق ومراسلات في ظروف صعبة، وبطرق لم تكن دائما على قدر كبير من النجاعة". واعتبر الأشعري أن المعرض، الذي سيقام ابتداء من يوم 6 شتنبر في المسرح الوطني محمد الخامس، يهدف إلى تقاسم الذاكرة المشتركة مع عدد من المهتمين، ونشر عدد مهم من المعلومات التاريخية، من باب الإسهام في بناء الوعي السياسي المشترك للمغاربة. وشدد القيادي الاتحادي على أن حزبه يعبر، بهذه المناسبة، عن "إرادته في تنظيم حملة واسعة لجمع أرشيف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاشتغال عليه بمنهجية توثيقية علمية، وفتحه أمام الباحثين وعموم المواطنين". وقال إن "هذه الإرادة منبثقة من هاجس تربوي، يتوجه نحو الأجيال الجديدة، محترما حقها في المعرفة والذاكرة، ومنبثقة، أيضا، من قناعة سياسية ساهمت هذه القراءة السريعة في ترسيخها، وهي أن المغرب في حاجة إلى التوجه نحو المستقبل، مستفيدا من تجارب الماضي، ومن التراكم الذي حققته حركاته السياسية الأصيلة". وأضاف أن "الاتحاد الاشتراكي ارتبط بقوة بكل القضايا ذات الطبيعة السياسية بالمغرب، كالإصلاح السياسي والدستوري، وبناء مؤسسات ذات مصداقية، وضمان حرية الانتماء والتعبير، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والفصل بين السلط، واستقلال القضاء، والحفاظ على التعدد الثقافي المغربي". ونبه الأشعري إلى أن "استعادة هذه القضايا من خلال تاريخ الاتحاد تظهر إلى أي حد تقدم المغرب في معالجة مشاكله وقضاياه الأساسية، وطبيعة التحديات التي تدعوه اليوم إلى إنجاز عمل جرئ ونوعي، بعد مضي نصف قرن على استقلاله السياسي". وحسب مطبوع وزع على الصحافة، فإن المعرض يتناول مسار الاتحاد الاشتراكي، من مرحلة "التأسيس والمشاركة في حكومة عبد الله إبراهيم"، إلى مرحلة "سنوات الرصاص" فمرحلة "المؤتمر الاستثنائي وتعميق النضال الديموقراطي"، و"مرحلة التهيؤ للتناوب" و"من حكومة التناوب إلى المؤتمر الثامن". وتضمن المطبوع كلمة لعبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للحزب، جاء فيها أن "استحضار هذه التجربة، بنقط قوتها ونقط ضعفها، بانتصاراتها وإخفاقاتها، هو دعوة لقراءة نفاذة وموضوعية لتاريخنا السياسي الحديث". وأضاف الراضي أن قراءة التجربة "دعوة إلى تفكير عميق في المستقبل، لأننا نعتبر هذا التراث النضالي الكبير ملكا للشعب المغربي، ولبنة من لبنات بناء مستقبله، ولن نقوم إزاءه بواجب الوفاء والالتزام إلا إذا جعلناه في خدمة مشاريع الإصلاح والبناء، التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس".