اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، محمد الأشعري، أن «حزب القوات الشعبية كان سباقا دوما إلى المطالبة بالإصلاحات منذ الاستقلال»، مؤكدا أن رفع مذكرة الإصلاح الأخيرة إلى الملك يأتي في سياق العمل على «إثارة نقاش وطني حول الإصلاحات تشارك فيه كل الفعاليات بما فيها الحزبية، وليس الغرض من ذلك تبادل الرسائل»، في إشارة إلى عدم ترقب الاتحاد ردا مكتوبا من طرف الملك على المذكرة. وأضاف الأشعري، الذي كان يتحدث بمقر الحزب بالرباط إلى الصحافيين، أول أمس الاثنين، في ندوة للإعلان عن تنظيم معرض يخلد الذكرى الخمسين من عمر الحزب، أن الهدف من إقامة معرض لتقديم عدد من الوثائق المتعلقة بمسار القوات الشعبية عبر ثلاثة عقود من الزمن، «ليس هو كتابة تاريخ حزبنا، لأن ذلك من اختصاص المؤرخين، وإنما هدفنا هو المساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية التي تعتبر ملك جميع المغاربة»، يقول وزير الثقافة السابق، قبل أن يضيف أن «ذاكرة الحزب تعرضت لمحاولات عدة من أجل النيل منها من طرف عناصر البوليس والمخابرات، الذين لم يتركوا مقرات جرائد الحزب وكذلك مقراته عبر ربوع المملكة إلا واقتحموها». وذكّر الأشعري بتصريح نسبه إلى الكاتب السابق للاتحاد الاشتراكي، محمد اليازغي، حين قال إنه «يوجد لدى المخابرات المغربية ما لا يوجد في أرشيف الحزب»، ليستخلص أنهم بالحزب «لم يتمكنوا طيلة خمسة عقود من أرشفة الذاكرة الحزبية، وهو ما يسعون إلى محاولة تداركه ابتداء من يوم الأحد المقبل، عند افتتاح المعرض»، داعيا كل المهتمين والمواطنين، على حد سواء، إلى «تقاسم الذاكرة المشتركة والمساهمة في نشر عدد مهم من المعلومات من أجل بناء وعي سياسي مشترك بين كل المغاربة». وتم توزيع مطبوع بالندوة يتألف من 44 صفحة بعنوان «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 50 سنة»، تضمن عددا من الأحداث التي طبعت تاريخ الحزب، على شكل صور ووثائق ومقالات، ومقسم إلى خمسة عناوين كبرى هي؛ مرحلة التأسيس والمشاركة في حكومة عبد الله إبراهيم ومرحلة سنوات الرصاص ومرحلة المؤتمر الاستثنائي وتعميق النضال الديمقراطي ومرحلة التهييء للتناوب ثم المرحلة الأخيرة الممتدة من حكومة التناوب إلى المؤتمر الثامن. «ومن سادس شتنبر سنة 1959 بسينما الكواكب بالدار البيضاء إلى السادس من الشهر الجاري، حيث افتتاح المعرض بمدينة الرباط، ارتبط الاتحاد الاشتراكي بأهم القضايا التي تهم المواطن المغربي»، يقول الأشعري، «بالانخراط في الإصلاحات على كافة الأصعدة إن على مستوى طبيعة الحكم أو الديمقراطية وسيادة القانون وضمان الحريات أو في ما يتعلق بالإجراءات الاقتصادية كإرساء الدرهم كعملة وطنية وإقرار سيادة المغرب اقتصاديا»، مشيرا إلى أن الانفتاح على الجسد الطلابي والنقابي اعتبر من الدعامات الأساسية للحزب. وفي معرض جوابه على سؤال ل«المساء» عما إذا كان الاتحاد الاشتراكي في حاجة إلى تنظيم معرض للتعريف به أم أنه في حاجة إلى قراءة نقدية موضوعية أكثر جرأة، كما تذهب إلى ذلك أصوات من داخله، اعتبر الأشعري أن الاحتفاء بتاريخ الحزب «ليس استيعاضا عن حاضر الحزب أو تغاضيا عن المسؤوليات والمهام الحالية، وإنما هو من أجل قراءة هذا الحاضر واستشراف المستقبل»، مؤكدا أن المشاكل التي يعرفها الحزب هي مشاكل موجودة بكل الأحزاب الأخرى لأن الوضع السياسي ليس بخير.