لقي الشاب عبد الالله بوسلهام البالغ من العمر 17 سنة، حتفه مساء أول أمس الأحد 3 ماي الجاري غرقا بأحد مستنقعات مشروع «البحر العظيم» الذي بشر به شباط أهل فاس. وحسب شهود عيان عاينوا الشاب وهو يغرق بالمستنقع المحاذي لملاعب السعديين، وعلى مقربة من مطاحن الفجالين، فإن الشاب الذي كان يسبح برفقة أصدقاء له، بدا فجأة غير قادر على السيطرة على جاذبية كانت تجره نحو الأسفل وهو يصارع من أجل النجاة قبل أن يختفي تحت ركام الأعشاب الطفيلية التي تملأ سطح المياه الراكدة بهذه المستنقعات التي أحدثتها بلدية فاس لإنشاء ممرات لل «بحر العظيم». وفور إخطارها بالحادث، أعلنت حالة الطوارئ في صفوف السلطات المحلية، لتنطلق عملية البحث تحت الماء والتي باشرها غطاس حيد تابع للوقاية المدنية وبإمكانات متواضعة كما جرت العادة أثناء حدوث أي حادث مماثل أو كارثة كبرى، فيما ظل بقية أفراد طاقم الإنقاذ يتابعون فصول البحث عن الشاب الغارق بمحيط المستنقع الذي تجمهر به عدد من المواطنين، وهم يعبرون عن امتعاضهم وتذمرهم من البرك المائية والمستنقعات ذات العمق الكبير المنتشرة بكثرة بطول المحور الذي يريد شباط أن يحدث به مشروعه السياحي و"شاطئه البحري"،والتي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على الشبان والأطفال من ذوي الدخل المحدود، والذين يفضلون السباحة بهذه المستنقعات لكونهم غير قادرين على دفع أثمنة التذاكر الخيالية للمسابح. هذا وقد استغرقت عملية البحث عن الشاب الغارق ما يزيد عن ساعة من الزمن، حيث تم انتشاله جثة هامدة من بين الاوحال وأعشاب الطفيليات التي تملأ المستنقع، حيث ظلت الجثة مرمية فوق الارض بسبب تأخر وصول سيارة الاسعاف التابعة للوقاية المدنية والمصالح الطبية، مما اضطر المسؤولين الى الاستعانة بسيارة إسعاف تابعة للقطاع الخاص والتي قامت بنقل جثة الشاب الى مستشفى الغساني لإخضاعها للتشريح الطبي، فيما عمدت الجهات القضائية إلى فتح تحقيق في الموضوع واستمعت الى أهل الضحية بعين المكان والتي عبرت عن عدم رضاها عن مجريات عمليات الانقاذ التي وصفتها بالمتواضعة، والتي فشلت في إنقاذ حياة هذا الشاب اليافع.