مظاهر الحكامة التي تعتمدها المندوبية الإقليمية لقدماء المقاومين وجيش التحرير بتالسينت، هي تكريس للبيت الموصد، علما بأن السيد المندوب السامي شخصيا أصرّ على لقاء تواصلي مع هذه الشريحة، سانّا بذلك أرقى المناهج الحديثة في إطار التواصل، مقابل إرغاد وإزباد والباب المسدود مسبقا أمام متابعة أبناء المقاومة لمطالبهم للمندوب الإقليمي سمته التسييرية «الترهل، وخلق أشد أنواع الشحناء، والزيادة من التوترات لهذه الفئة». إن تعويم المندوب الإقليمي لفكيك ببوعرفة ، كلمة السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير التي ألقاها في اللقاء التواصلي الذي عقده صحبة عامل إقليم فكيك أمام هذه الفئة بقصر العمالة، أمام المقاومة وجيش التحرير، وخصوصا تلك التي عانت ما عانته من استمرارية الأمطار الطوفانية والثلوج التي نجم عنها هدم كلّي أو جزئي لسكناهم، عوضت المندوبية السامية جزءا يسيرا لا ترقى إلى تطلعاتهم ولا تكفي السدّ الأدنى لهذه الخسائر، ومع أن المندوب السامي ركّز في كلماته على التشغيل الذاتي، محاولة منه لتشجيع أبناء هذه المنطقة في إطار المبادرة الحرّة لتشمل فئة ولو أنّها قليلة مقارنة مع مطالب أخرى، مع ذلك لم تُفعّل لحدّ الساعة، لسنّ المندوبية الإقليمية سياسة التعويم والتوحيل في مستنقع السياسة البائدة سمتها الإغلاق وصد الأبواب وعدم التخلي عن المنظور التقليدي للسلطة في القطاع الذي يشرف على تمثيله بالإقليم، مما جعل ويجعل من المنطقة خصوصا ومجالاتها الجغرافية والبشرية بركانا، حالما يخبو، ليعود من بعد بحممه ولافته أكثر احتراقا ولفحا. إن إلزامية الردّ على الطلبات الموجهة إلى مصالح هذه المندوبية، تبقى واجبة تبعا للمنظور الإداري الحداثي المتطور بالبلاد، وعكسه يعدّ من العجز البين في المسايرة ورفض الحداثة، وواجب تغيير المنظور التقليدي يعدّ ضروريا ومبدئيا على الأقل، لتأسيس أرضية وقاعدة لحوار حقيقي بناء، تشعر معه أسرة المقاومة وجيش التحرير أنّها داخل القطاع لا خارجه.