نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الثلاثاء بمكناس، لقاء تواصليا مع أسرة المقاومة بجهة مكناس تافيلالت. وأكد المندوب السامي السيد مصطفى الكثيري، في كلمة خلال هذا اللقاء، أن المندوبية التي دأبت على تنظيم لقاءات تواصلية تروم من خلالها تجسيد إدارة القرب وتدبير الميدان والاستماع في عين المكان إلى مطالب أسرة المقاومة للاستجابة إلى تطلعاتها واحتياجاتها. وتناول السيد الكثيري عددا من المحاور همت بالخصوص الاستحقاقات الانتخابية لإرساء الهيئات التمثيلية لأسرة المقاومة كاللجان المحلية (106 لجنة ) ، والمجالس الإقليمية (32 مجلسا) وصولا إلى انتخاب المجلس الوطني. وأبرز حرص المندوبية على تحسين الأوضاع الاجتماعية لأسر المقاومة عبر انخراطها في مشروع التدبير المفوض لتسيير أسواق الجملة للخضر والفواكه والأسماك، وبالتالي خلق صندوق من عائدات هذه الفضاءات لتوفير حاجيات أسرة المقاومة إلى جانب دعم المجال السكني وتوفير خدمات صحية عبر التعاقد مع مؤسسات التأمين ومصحات ومستشفيات عمومية لأفراد أسرة المقاومة. كما أكد حرص المندوبية على العناية بأبناء المقاومين من الجيل الثاني واعتماد المبادرات المندرجة ضمن التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي لخلق مشاريع صغرى ومتوسطة، مشيرا إلى أن عدد هذه المشاريع بلغ على امتداد 8 سنوات 4165 مشروعا في جميع مناطق المغرب استفاد منها أزيد من 4000 شاب، منهم أكثر من 2000 شاب من أبناء أسرة المقاومة. وأضاف أن المندوبية تسعى من خلال التشغيل الذاتي المساعدة على إحداث مشاريع جماعية إما في إطار جمعيات والتي بلغ عددها لحد الآن 96 جمعية أو تعاونيات التي وصل عددها إلى 48 تعاونية وذلك على المستوى الوطني، أما عدد المشاريع الصغرى والمتوسطة على مستوى جهة مكناس فقد بلغ 32 مشروعا استفادت من دعم تقني ومالي (ما بين 5000 و30 ألف درهم). وبخصوص صيانة الذاكرة الوطنية، أبرز السيد الكثيري أن هذا الموضوع يعد ضمن أهم انشغالات المندوبية وجميع القطاعات الحكومية المعنية، مضيفا من جهة أخرى أن المندوبية بصدد جمع الوثائق التاريخية التي تهم تاريخ المغرب (من أواخر القرن 19 إلى حدود ستينيات القرن 20) من فرنسا، مشيرا إلى أن الحمولة الأولى البالغ عددها 66 ألف صفحة والتي تم استنساخها من قبل أطر المندوبية قد وصلت إلى المغرب. وتم بعد ذلك تكريم خمسة أفراد من أسرة المقاومة الذين كافحوا من أجل استقلال البلاد وشكلوا رمزا للوفاء للثوابت الوطنية ويتعلق الأمر بالمشمولين برحمة الله، خديجة بن مون، والمفضل الفينيني، وحميدة الشباك، ومحمد حسبي علوي والمهدي الشاوي، حيث قدمت لأبنائهم دروعا تذكارية، كما سلمت ل10 مقاومين إعانات مالية قدرت في مجموعها 125 ألف درهم. حضر هذا اللقاء مجموعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعدد من الشخصيات المحلية.