لم يترك الهمة الكلام يبرد في فم وزير الداخلية، شكيب بنموسى، حتى بادر إلى تقديم «لائحة» بأسماء رجال سلطة أغضبوه، والذين كان قد اتهمهم الهمة، في لقاء بورزازات، ب«التواطؤ مع بعض المنتخبين الفاسدين في مجموعة من المدن لفبركة لائحة المرشحين، وهندسة التقطيع الانتخابي المناسب من أجل التحكم في نتائج الانتخابات المقبلة». وأفاد بلاغ صادر عن المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن محمد بيد الله، «الأمين العام للحزب، أبلغ وزير الداخلية رسميا بتصرفات بعض رجال السلطة،» ومن بينهم عامل إقليم كان قد قام بتوبيخ- حسب البلاغ- أحد مستشاري الحزب بالغرفة الثانية للبرلمان وعضو المكتب الوطني وكاتب إقليمي للحزب، على الكلمة التي ألقاها خلال تجمع نظمه الحزب في 15 أبريل الجاري بسيدي يحيى زعير. وإذا كان من الواضح أن بلاغ حزب الهمة قد سجل ضلوع عبد الحق حوضي، عامل عمالة الصخيرات تمارة، الذي تدخل جماعة سيدي يحيى زعير في منطقة نفوذه، في معاكسة «اختيارات المملكة في مجال الديموقراطية وترسيخ سياسة القرب والمفهوم الجديد للسلطة»- حسب ماذكره البلاغ- فإن المتتبعين مازالوا ينتظرون الكشف عن باقي الأسماء التي ضمتها اللائحة المقدمة إلى شكيب بنموسى، قبل أن يفاجأ الرأي العام، حتى قبل فتح تحقيق نزيه في الموضوع، بإقدام وزير الداخلية- قبيل العملية الانتخابية- على معاقبة رجال السلطة أو إخضاغهم لحركة انتقالية، نزولا عند رغبة زميله السابق. وحسب ما انتهى إلى علمنا، فإن اللائحة تضم أسماء ولاة وعمال بمجموعة من المدن المغربية، تتقدمهم مراكش وفاس والرباط، إضافة إلى بعض مدن الشمال التي أشارت بعض مصادرنا إلى أن اللوبي الانتخابي بها يتوفر على امتداد جماهيري وقوة مالية غير قابلة للاختراق، على الأقل في المرحلة الحالية. وكان بنموسى قد نفى، في لقاء مع بعض مدراء الصحف الوطنية، أن يكون له أي مشكل مع عالي الهمة الذي قال: «إن الداخلية التي يعرف هي غير الداخلية حاليا». وأوضح الوزير أنه مستعد لأن يتلقى من أي حزب، جميع الشكايات التي تعترضه على المستوى المحلي».