حينما ظهر بعض الفلاسفة الجدد في أعقاب ماي 68 بفرنسا، وكان العديد منهم قد خرج من معطف كارل ماركس، عنونت إحدى الجرائد مقالا تحت هذا العنوان: «إنهم يحاولون تمزيق معطف ماركس». والآن، حينما يحاول أن يظهر علينا أحد المفلسين - من الفلوس وليس من الفلسفة - هو الذي دخل فاس قادما إليها من «بني امحمد» لا يكسب ولا يعلم إلاّ بعض رؤوس الكسيبة في ملك والده، ويقفز وينط دفعة واحدة لتمزيق معطف المهدي بنبركة أحد قادة حزب الاستقلال الكبار أولا، قبل الاتحاد الوطني والاتحاد الاشتراكي، وقبل بروزه كأحد قادة العالم الثالث، فلا القفز بالزانة ولا ارتقاء الأبراج، ولا الصعود بالمنطاد الانتهازي يمكن أن يسمح بذلك، على قول المصريين: «كان القمر أقرب لك». إنها مجرد قفزة في الهاوية، وإنه لمن الهاوية والهواية حقا هذا الحقل السياسي المغربي الراهن، أن نجد مثل هذا المفلس ماليا وسياسيا، كلما سمع بالحقل السياسي، فَهِمَ أجراف وأحراش رعي الماعز. أما الآن وقد وصل إلى الرباط، فإنه يعتقد أنه ليس هناك سوى شتم الكبار يمكن أن يجعله كبيرا، لكن دائما وأبدا «كان القمر أقرب لك».