كادت المرحلة الخامسة من طواف المغرب، التي ربطت بين مدينتي ورزازات وتنغير على مسافة 159 كلم، أن تحمل مفاجأة أخرى سارة للدراجة المغربية لولا الحظ، الذي أبى إلا أن يهدي الدراج البولوني كينديس الرتبة الأولى، بفارق تسع ثوان عن الدراج المغربي الشاب محسن لحساني، الذي قام رفقة زميله محمد الركراكي بسباق كبير. وانسل الدراجان المغربيان رفقة ثلاثة آخرين ضمن كوكبة قادت السابق بعد خمسة كيلومترات من الانطلاقة، وراحت تطوي المسافات مستفيدة من تجمع كوكبة المطاردة التي كانت تضم أبرز الدراجين وخاصة صاحب القميص الأصفر، الكازاخستاني ديموسكيخ ألكسندر، والبولوني ماتيسياك بارتوميج واليوناني تامورديس يوانيس، إضافة إلى المغربي عادل جلول، الفائز بالمرحلة الرابعة. وباحتلاله الرتبة الثانية يكون محسن الحسايني، البالغ من العمر 24 سنة، قد حقق واحدة من أبرز إنجازاته رفقة الأميرة الصغيرة، في انتظار المزيد من التجربة، التي تخول له التعامل مع السباقات باحترافية أكبر، علما بأن الحصاد في هذه المرحلة كان من الممكن أن يكون أحسن لو حصل التفاهم المطلوب بين الركراكي والحسايني، الذي أظهر مؤهلات جيدة في الأمتار الأخيرة من السباق، حيث حسم الرتبة الثانية بالسرعة النهائية، متقدما عن الدراج السلوفاكي يان سيبيكي، وكذا الدراج البلجيكي كابيل لودفير، الذي سبق له أن حقق نتائج جيدة في طواف فرنسا. واستفاد الدراج البولوني توماس كينديس، الفائز بالرتبة الأولى في هذه المرحلة، من غياب التنسيق بين الركراكي والحسايني، ويبدو أن انتماءهما لفريقين مختلفين (الجمعية الرياضية البيضاوية و الفتح الرباطي) ورغبة كل واحد منهما في أن يكون أول مغربي يعبر خط الوصول، كان له أثره في هذا السباق الذي كان تاكتيكيا بالدرجة الأولى، كما أن محمد الركراكي، الذي اكتفى بالرتبة الخامسة، خانته اللياقة البدنية في الأمتار الأخيرة بسبب الجهد البدني الذي قدمه في المراحل السابقة، حيث أنه قام بعدة محاولات من أجل الالتحاق بالمنسلين، إلا أنه لم يتمكن ليبقى الأمل معلقا على البطل لحسايني، الذي كان في الموعد وحل ثانيا وراء الدراج البولوني، الذي سجل توقيت 3 س و32 د و48 ث. ومكنت هذه النتيجة التي تحققت في هذه المرحلة المنتخب الوطني المغربي من تحسين ترتيبه العام، بعدما احتل الرتبة الأولى حسب الفرق، في انتظار ما ستسفر عنه المراحل المقبلة. وعموما، فإن نتيجة يوم الثلاثاء تبقى مهمة للغاية، لأنها منحت الدراجين المغاربة شحنة إضافية، لترتفع الثقة في النفس، خاصة وأن المراحل المقبلة قد تكون حاسمة، علما بأن الكل يتوقع حضورا جيدا للبطل عادل جلول في مرحلة خنيفرة - مكناس. وفي الترتيب الفردي العام، حافظ عادل جلول، الذي اكتفي بالرتبة 18 بفارق دقيقتين وخمس ثوان عن صاحب الرتبة الأولى، على رتبته العاشرة على بعد 12 د و47 ث عن صاحب القميص الأصفر، الكازاخستاني ألكسندر ديموسكيخ، الذي اكتفى بالرتبة 16 في مرحلة يوم الثلاثاء، فيما ارتقى الركراكي إلى الرتبة 14 بفارق يقارب 23 دقيقة، ولحسايني يأتي في الرتبة 27 .