أقدم رجال الأمن بولاية أمن فاس أول أمس الأحد 5 ابريل الجاري، حوالي التاسعة ليلا، على اعتقال الزميلين محمد حرودي مراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي بفاس رفقة المصور العلوي المراني، عندما كانا يقومان بمهمتهما الصحفية على إثر حالة احتقان للسير والجولان بالقرب من مقر ولاية جهة فاس-بولمان والتي ساقت بعض رجال الأمن إلى توقيف سيارة أحد المواطنين، وإرغام سائقها على مغادرتها مما تسبب في تحلق المارة وسط وعلى جنبات الطريق بشارع الحسن الثاني، حيث شوهد رجال الأمن وهم يدخلون في مناوشات مع السائق وقد ملأ صراخهم المكان ليزيدوا الطينة بلة بتصرفهم هذا الذي أبان عن تشنجهم الكبير وغير المبرر، وما خلفه من إرباك حقيقي لعمليات مرور السيارات. وقد تزامن ذلك مع وجود الزميلين الصحفيين بعين المكان، حيث بادرا إلى التقاط صور للمشهد وتدوين معلومات حول حالة الاحتقان التي شهدها الشارع الرئيسي،في الوقت الذي فاجأهما رجال الأمن الذين هاجموهما في محاولة منهم لمصادرة آلة التصوير وحاوية أوراق صحفية، وهم يطلقون كلاما نابيا في حق الصحفيين، متوعدين إياهما بإرغامهما بالقوة على إتلاف الصور غير أن الزميلين قاوما بحكمة كبيرة تحرشات رجال الأمن واستفزازهم،مما دفعهم إلى إحضار سيارة الأمن التي قام أفرادها باعتقال الزميلين بشكل يشبه طريقة اعتقال المجرمين على مرأى ومسمع من المواطنين الذين تجمهروا بالمكان، وهم يتابعون عملية اقتياد الصحفيين إلى سيارة الأمن ومن ثمة إلى مقر ولاية الأمن .حيث مكث الزميلان بمقر ولاية الأمن زهاء 25 دقيقة دون اطلاعهما على سبب اعتقالهما، ونوع التهمة الموجهة اليهما، إلى حين وصول احد المسؤولين الأمنيين الذي طالب رجاله بإطلاق سراح الصحفيين بدون قيد أو شرط، لكن في غياب أي رد لاعتبار الزميلين اللذين تعرضا للإهانة من قبل بعض أفراد الأمن. يذكر أنه ليس هذه أول مرة يتعرض فيها الصحفيون العاملون بمدينة فاس لاستفزازات وتحرشات قوات الأمن بمختلف تشكيلاتهم، والذين يصرون على شل حركة الصحفيين والحيلولة دون أدائهم لواجبهم المهني بدون أن يبدي أي مسؤول محليا ومركزيا عن رغبتهم في التدخل لإيقاف التصرفات غير المسؤولة التي تستهدف ممثلي الصحافة الوطنية.