كثيرا ما نبه العديد من المهتمين بالشأن المحلي لمدينة الريصاني إلى هشاشة بنيتها التحتية . وكلما نزلت أمطار الخير إلا وتبين بالملموس حجم المعاناة التي تعانيها ساكنة الريصاني في تنقلها داخل مدينة ضاربة عمقا في التاريخ ، والمفتقرة للحد الأدنى في ما يسمى بالتنمية المجالية الحقيقية. كما أن المتتبع يستنتج أن المجالس المنتخبة المتعاقبة لم يحكم تسييرها ، البعد التنموي للمدينة. فالأمطار التي تهاطلت على الإقليم عامة وعلى مدينة الريصاني يومي الجمعة والسبت الأخيرين كشفت أن شبكة الصرف الصحي للمدينة لا تستوعب مياه الأمطار المتهاطلة، مما جعل بعض الملاحظين يجزمون بأن شبكة التطهير ربما وضعت لأغراض غير التطهير لأن أنابيبها يخيل إليك أنها أعدت لاستقبال الذهب والفضة، من شدة ضيقها، لا من أجل استقبال غسيل المدينة الذي يحتاج إلى أنفاق تمكن الإنسان من المشي لتساعد على عمليات الإصلاح و الاستصلاح للمدى البعيد، كما هو الشأن في المدن الأوربية و الأمريكية. لذا فما أن تمطر السماء ولو لبضع دقائق حتى تجد المياه تتدفق من أعماق هذه الشبكة المهترئة. المشاهد الملتقطة يوم الجمعة الفارط تبين حجم معاناة الساكنة في التنقلات داخل المدينة التي تفتقر أزقتها إلى التبليط مع كثرة الحفر المنتشرة على طول خط الشبكة بشارع مولاي اعلي الشريف، مما يؤكد أن مشروع الصرف الصحي جد هش اذا استحضرنا الظروف التي أنجز فيها . فهو الآن في حاجة ماسة إلى إعادة النظر، بل لابد من إدراجه ضمن البرامج الاستعجالية للحد من آثار الفيضانات . فمتى سيستفيد سكان مدينة الريصاني من مشاريع توازي العمق الحضاري لحاضرة مولي اعلي الشريف؟.