كانت مدينة فاس مسرحا لحادث استثنائي الجمعة الماضية. فحوالي الساعة الرابعة و 45 دقيقة قبالة المدخل الرئيسي لمعمل صوفيميطال الكائن بالحي الصناعي سيدي إبراهيم،عمد أحد الأعضاء بالمجلس الإداري للشركة(م.ر) إلى دهس بسيارته، العامل عبد السلام مجاهد والذي يشغل مهمة الكاتب النقابي لعمال ومستخدمي شركة صوفيميطال المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل. الحادث وقع بعد أن احتج العمال على إدارة الشركة لعدم تسوية مستحقاتهم المالية، حيث قاموا بمحاصرة المدير العام للشركة الذي تمكن من مغادرة المعمل مترجلا،فيما فاجأهم شريكه (م.ر) الذي انطلق بسيارته بشكل جنوني، محاولا المرور عبر مدخل المعمل الذي كان يقف به العمال المحتجون، الشيء الذي تسبب في إصابة العامل سلام مجاهد بأماكن مختلفة من جسمه بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى الذي سلمه شهادة طبية حددت مدة العجز في 35 يوما قابلة للتمديد في حال حصول مضاعفات. هكذا فضل هذا المشغل تسوية نزاع إدارة شركته مع العاملين في معمل صوفيميطال بطريقته الخاصة. وحسب إفادة العمال أنفسهم، فقد تعمد مرات عديدة الاعتداء على العمال كما حصل مع العامل الجيلالي بوكطية يوم 22 دجنبر 2008 بداخل المصنع حين انهال عليه هذا الشريك بالمعمل بالضرب والجرح وقصفه حينها بوابل من الشتائم والأوصاف النابية. الحادث خلف استياء واستنكارا شديدين في صفوف العمال والمواطنين الذين تابعوا الوقائع، حيث استغرب الجميع لتصرفات هذا المشغل الذي هو احد شركاء المساهمين في الشركة، والذي ما فتئ يتعامل مع العمال بوصفهم آلة تستحق التكسير في حالة وقوفها عن العمل، وإثارة الجعجعة التي تدر عليه الملايير.