كانت مدينة القنيطرة مسرحا لحادث استثنائي الجمعة الماضية. فحوالي الساعة الواحدة و15 دقيقة وقبالة محطة القطار المدينة، عمدت « لبنى بن الصديق»، ابنة المحجوب بن الصديق زعيم نقابة الاتحاد المغربي للشغل، وصاحبة شركة L.B.C، إلى«دهس» مجموعة من المستخدمين لديها بسيارتها "جاكوار" 6ب83161. الحادث وقع بعد أن احتج عليها هؤلاء لعدم تسوية مستحقاتهم المالية، حيث قاموا بمحاصرتها ومنعها من التحرك إلى حين إيجاد حل نهائي لمشكل تعويضاتهم المادية. وبحسب تصريحات من عين المكان، فإن المعنية بالأمر تجاهلتهم وهددت بالدوس عليهم إذا لم يفسحوا لها الطريق، وبالفعل وبينما العمال يتحلقون حول سيارتها قامت بالضغط على الدواس وانطلقت السيارة لتدهس المحتجين، وحاولت الفرار لولا أن باقي العمال حاصروها بعد اللحاق بها مرغمين إياها على التوقف. الحادثة خلفت تسعة جرحى، ثلاثة منهم أصيبوا بكسور خطيرة، وقد تم نقل الضحايا على متن سيارات الإسعاف إلى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة بعد إخطار الشرطة. هكذا ، فضلت المعنية بالأمر تسوية نزاعها مع العاملين في مؤسستها بطريقتها الخاصة. وحسب إفادة شهود عيان والضحايا أنفسهم، فقد تعمدت مرات متعددة دهس مستخدميها. والى جانب الجرحى الذين أصيبوا في الحادث، ألحقت أضرارا بسيارات أخرى كانت متوقفة على جانب الطريق. رجال الأمن والإسعاف لم يحضروا إلا بعد 25 دقيقة من الواقعة على الرغم من أن الحادثة حصلت وسط المدينة وبمحاذاة محطة القطار المدينة، وهو ما كان من الممكن أن يسبب تطورات غير محمودة أمام غضب المواطنين واحتجاجهم عليها في الوقت الذي كانت فيه المسؤولة عن الحادثة داخل سيارتها تحمل خنجرا متوسط الحجم، رفقة كلبها. وقد تم اقتياد ابنة الزعيم النقابي لبنى بن الصديق الى الدائرة الأمنية تحت أنظار المواطنين الغاضبين، وتم الاستماع إلىها من لدن الضابطة القضائية كما تم الاستماع الى بعض الضحايا، وتم تحرير محضر لها ومتابعتها قضائيا. الحادث خلف استياء واستنكارا شديدين في صفوف المواطنين الذين تابعوا الوقائع، كما أن الضحايا لم تسعفهم لغة الاستنكار للتعبير عن حجم الظلم الذي لحقهم ، إذ شوهد أحدهم يبكي وهو ممدد على الأرض متوجها بقوله إلى صاحبة الشركة «.. واش مكفاكش مخلصتيناش بغيتي طحنينا بطوموبيلتك»!. وعبر آخر عن استغرابه لما وقع قائلا «كانت المعنية بالأمر في حالة هستيرية. لم ترغب في معالجة المشكل على الرغم من أن المسألة تتعلق بمستحقاتنا المالية. وتعاملت معنا كحيوانات. ودهستنا بسيارتها بشكل جنوني. ولولا الأعطاب التي لحقت السيارة لكانت الخسائر في الأرواح مؤكدة». يذكر أن الشركة المعنية متعاقدة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، وأن المستخدمين المتضررين تم تسريحهم جماعيا.