يتأكد يوما بعد يوم، أو على الأصح، هزيمة بعد هزيمة، وبعد كل انكسار للكرة الوطنية، أن آراء الجماهير ومواقفها التي ترددها في مدرجات الملاعب، أو في المقاهي ومقرات العمل، هي الصائبة وهي القريبة جدا من التحليل الموضوعي والمنطقي لهذا الواقع المتردي الذي تعيش فيه كرة القدم الوطنية، عبر واجهتها الأساسية ..المنتخب الوطني! لن نسمح ، على هذا الأساس، بقبول ما يردده المسؤولون كون الجمهور ليست له الدراية الكافية، وليست له الرؤية الموضوعية وكلامه كلام مقاهي فقط! لقد ثبت أن رؤية الجمهور كانت صائبة وأفضل من كل تحاليل مُنظري كرة القدم الوطنية.. هذا الجمهور نادى أكثر من مرة بضرورة إيلاء البطولة الوطنية كل الاهتمام و إمدادها بكل الامكانيات، حتى يكون بمستطاعها منحنا المنتوج الذي يرضي طموحنا، ويفرز للمنتخبات الوطنية دعامات وركائز ستغني عن اللجوء إلى قطع تلك الرحلات المكوكية لاكتشاف أو إقناع بعض الطيور المهاجرة لضمها للمنتخب الوطني! إنه نفس الجمهور الذي نادى في أكثر من مرة بضرورة الاعتماد على إطار وطني للإشراف على المنتخب الوطني، على اعتبار مؤهلاته وتكوينه ومعايشته للكرة الافريقية وقربه من كل دواليبها.. وعلى اعتبار وطنيته وغيرته على إعلاء العلم الوطني.. وغيرها من الاعتبارات الأخرى. إنه نفس الجمهور الذي استبشر كثيرا بقرب الانفراج «الرياضي» بعد الرسالة الملكية في المناظرة الوطنية حول الرياضة، وظن أن الانطلاقة الحقيقية رسمت محطتها من هناك، ومن مركز المؤتمرات بمدينة الصخيرات.. ليصطدم باستمرار نفس النهج التسييري، ونفس الوجوه والأسماء.. وليعيد السؤال من جديد: ماهو الحل والمسؤولون تجرؤوا وتفرعنوا وهم يديرون بظهورهم متجاهلين ما جاء في الرسالة الملكية بدون أن يحاولوا، ولو محاولة فقط، ترجمة مضامينها، أو جزء منها، إلى أرض الواقع؟ كيف يمسكون بكراسيهم ومناصبهم وهم يدركون أنهم وراء كل النكسات، وأنهم هم المعنيون بمضمون الرسالة الملكية؟ إنه الجمهور ذاته، الذي فقد ثقته في«رياضتكم» وفي خطاباتكم.. بقدر فقده الثقة في «إعلامكم» و«صحافتكم» وطبولها الفارغة التي ألفت الانتفاخ من الهواء الفاسد والملوث! إنه «البرلمان الرياضي».. ومن حقه أن يناقش، وأن يُحاكم، وأن يطالب بالتوضيحات، ومن حقه كذلك أن يرفع اليوم صوته عاليا ليقول: كفى من هذا العبث.. الرياضة الوطنية لاتستحق منكم ما تفعلونه في حقها.. ارحلوا.. وافسحوا الطريق ل «دماء تسييرية» نقية تؤمن بالكفاءة الحقيقية لا المصطنعة و «تعض بالنواجذ» على خدمة الصالح العام بدل التمسك الأعمى بالمقاعد مهما توالت النكسات وتجرّعت الجماهير مرارة الخيبات!!