فشل الفرنسي روجي لومير، المشرف العام على المنتخبات الوطنية، في أول اختبار حقيقي، بعد خسارة المنتخب الوطني المغربي على أرضه وأمام جماهيره في الجولة الأولى من التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، أمام الغابون بهدفين مقابل هدف واحد. وقدم لنا لومير منتخبا من الكارتون مهلهل الخطوط وفاقدا لأدنى مقومات الانسجام والتكامل بين لاعبيه، الذين انحازوا للعب الفردي، بعيدا عن أي بناء يمكن أن يمنحنا بعض التفاؤل في مشوار إقصائي حارق. لم يكن الجمهور الذي توافد على مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، أو الذي اختار المشاهدة عبر شاشة التلفاز، يعتقد أنه سيشاهد منتخبا من الرسوم المتحركة أمام خصم بدا أكثر واقعية وعزيمة على الفوز، وفعلا تحقق له ما أراد وكادت الحصة أن تكون أثقل، لولا الألطاف. الهزيمة أمام الغابون وفي عقر الدار تدفعنا الآن إلى طرح العديد من الأسئلة، من قبيل هل فعلا أصاب المكتب الجامعي حينما اختار التعاقد مع لومير، ثم هل أحسن لومير حينما فضل الاعتماد في تشكيل المنتخب الوطني من المحترفين، في تغييب تام للاعبي البطولة الوطنية؟ ثم إلى أي حد كان صائبا اختيار المنتخب التشيكي في مباراة ودية خلال الشهر الماضي بدل منتخب إفريقي؟ ثم هل تأكد فعلا أن المنتخب الوطني المغربي لايصلح إلا للمباريات الودية؟.... الأكيد أن الوضع حاليا يبدو أسوأ من أي فترة أخرى، فحتى لا نكون متشائمين، فإن التأهل إلى منافسات كأس إفريقيا بات صعبا للغاية، لأن المنتخب الوطني، وعلى رأسه لومير، انهزم في المباراة التي كان ينبغي له الفوز فيها، باعتبار أن كل المباريات المقبلة ستكون ملتهبة سواء داخل أو خارج الميدان. فمن خلال مباراة مساء السبت تبين أن لومير تعامل مع الخصم باستصغار كبير، ولم يوظف الإمكانيات التقنية للاعبين، الذين بدوا مشلولين وفي حاجة إلى دفع تاكتيكي، لفك ألغاز المنتخب الغابوني، الذي خنق كل المنافذ وحاصر لاعبي الفريق الوطني، لدرجة أن عددا منهم كان يتجول فقط فوق رقعة الميدان. فلا نهج تاكتكي، ولا تمريرات حاسمة ولابناءات من الخلف، ولا تسربات من الأجنحة، باستثناء الجولة الثانية، التي حاول خلالها اللاعبون، بعد التغييرات التي تم إدخالها على المجموعة، فك الحصار من الجهتين، عبر التمريرات الجانبية، فضلا عن التمريرات الخاطئة في خطي الوسط والدفاع. إن مسؤولية المكتب الجامعي ثابتة وحاصلة في ما يقع من نكسات، فبعد الخروج/ المهزلة من نهائيات كأس إفريقيا التي جرت بغانا 2008، وبعد الهزيمة المخيبة بأرض الميدان، وبعد الانتكاسات التي سبقت، سواء في نهائيات كأس إفريقيا أو في التصفيات المؤهلة للمونديال، الذي غبنا عنه منذ دورة فرنسا 1998، فإنه بات مطلوبا الآن أن يتحمل الجهاز الجامعي برمته مسؤوليته ويعلن انسحابه من دولاب المسؤولية بشجاعة، لأن كل الاختيارات التي أقدم عليها كانت خاطئة، وكان من نتائجها تراجع الكرة المغربية قاريا.