الرباط: الاتحاد الاشتراكي ليس وحده التشيع الذي يهدد «الوحدة المذهبية» للمغاربة؛ فقد اكتشفت وزارة الداخلية، كما حصل يوم السبت الماضي، أن المبشرين يعقدون اجتماعاتهم بكل هدوء في أكثرمن مكان، وأنهم يحملون معهم الأناجيل والصلبان والأشرطة وأدوات التعميد ليسهلوا على المغاربة «الدخول أفواجا في دين المسيح»! فقد أفاد بلاغ لوزارة الداخلية أن مصالح الشرطة القضائية بالدارالبيضاء قامت أمس الأحد بإبعاد 5 مبشرين خارج التراب الوطني، كانوا قد قدموا من الخارج إلى الدارالبيضاء ليزاولوا نشاطهم. ولم يوضح البلاغ جنسية هؤلاء أو إلى أي جماعة تبشيرية ينتمون! ويحظى المغرب بجاذبية واسعة، منذ أعلن المجلس العالمي للكنائس سنة 2002 سنة دولية تقرع فيها جميع الأجراس الكنسية لتحويل المغاربة إلى مسيحيين، حيث يعتبر المبشرون أن المغرب يشكل خط دفاع متقدم بإمكان كسره أن يفسح لهم المجال للتمدد المريح داخل شمال إفريقيا ودول الساحل. ويبلغ عدد المسيحيين في المغرب - حسب أوساط مسيحية - حوالي 1500 من بينهم 1380 مغربيا متنصرا تتعارك حولهم أكثر من 15 منظمة وهيئة تبشيرية ممثلة فيما بين 800 مبشر ما بين مبشر مقيم (120) ومبشر زائر (680). وتنشط المجموعات التبشيرية، ومن أبرزها حركة شهود يسوع وحركة الكنيسة الكونية وحركة الكنيسة الإنجيلية، في مدن الدارالبيضاء ومراكش وأكادير وسلا وتارودانت والرباط وخنيفرة ومكناس ووجدة، كما لايزال يتلقى حوالي 200 ألف مغربي دروسا في النصرانية عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي. فضلا عن الإغراءات المادية وتوفير فرص للسفر والزواج والعمل، وكذا تقديم مختلف الخدمات الاجتماعية والصحية والرياضية والترفيهية والأغاني والأفلام والرسوم الكارتونية والمجلات والمسرحيات، مما يجعل شريحة واسعة من الشباب (وهي الفئة المستهدفة) يسقطون تباعا في حجر الديانة المسيحية، كما وقع في بعض مدن الشمال، حيث سجلت خلال إحدى السنوات تنصير حوالي 1000طفل، حسب ما أقره محمد السروتي (أستاذ علم الأديان بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور) في إحدى مقالاته عن «التنصير في المغرب». ويهدف المجلس العالمي للكنائس إلى الوصول إلى نسبة 10 % من المتنصرين المغاربة (أي حوالي 3 ملايين نسمة) في أفق سنة 2020، مما يعني أن المبشرين يستغلون صمت الدوائر الرسمية عن أنشطة التنصير لتحقيق استراتيجيتهم التبشيرية، رغم أن القانون المغربي الجنائي ينص على معاقبة كل من زعزع عقيدة مسلم أو مارس إغراءً لزعزعتها أو ارتد بصفة قطعية عن الدين الإسلامي!