مع اقتراب رأس السنة الميلادية، تبدأ الجماعات التنصيرية التي تنشط بالمغرب، في الرفع من وتيرة عملها للإيقاع بضحاياها من المسلمين، باعتماد أساليب مختلفة، منها توزيع الأناجيل، وكتب وأقراص تدعو إلى التنصير، وذلك في عدة مدن مغربية، خاصة بأكاديروالناظور وتطوان. وهكذا عثرت عدد من الأسر بحي تالبرجت بمدينة أكادير على نسخ من الإنجيل تحت أبواب منازلها يوم الجمعة الماضي، وحسب إفادات لسكان الحي، فإنها لم تعرف مصادر هذه النسخ ولا من وزعها. وأكد مصدر، رفض الكشف عن هويته، لـ التجديد أن التنظيمات التنصيرية توظف مجموعة من الشباب الفقير مقابل مبالغ مالية لترويج الكتب والأقراص المدمجة وأشرطة فيديو، تتضمن بالخصوص تعريفا بمبادئ النصرانية، وأضاف بأن مجموعة من الشباب يقومون بنشر الأناجيل أقراص وأشرطة تنصيرية مقابل مغريات مادية، وأيضا مقابل الوعود بتسهيل عملية الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية بحثا عن عمل أو العمل مع هذه المنظمات التنصيرية. وبمدينة الناظور، ذكر مواطن يقطن قرب مليلية المحتلة، أنه وجد بدوره أناجيل وكتبا تنصيرية أمام منزله، كما عثر عليها سكان آخرون من نفس المنطقة، وأكد في حديث لـ التجديد أنه ما اقتراب السنة الميلادية فإن توزيع الأناجيل والكتب التنصيرية، داخل مدينة مليلية المحتلة، ويستهدف المغاربة المسلمين هناك، يقصدون به أيضا المناطق المجاورة لمليلية مثل فرخانة وياسينان وحد بني شيكر وماري واري وبني نصار، إذ يتم توزيعه خفية وأمام منازل وبيوت السكان. كما أفاد مراسل التجديد بالناظور أن توزيع الأناجيل ومناشير تنصيرية يتم بشكل دوري وباستمرار في هنذه المنطقة. في السياق ذاته، ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها نشرته أمس الإثنين بعنوان البعثات التتنصيرية تثير القلق في شمال إفريقيا، أن عدد الذين تنصروا من المغاربة ارتفع من 100 شخص إلى 1500 شخص خلال عقد من الزمن، بينما ارتفع عدد الذين تم تنصيرهم في الجزائر بالآلاف، وذلك بناء على تأكيدات من بعثات تنصيرية تعمل في كل من المغرب والجزائر. ونقلت الوكالة عن مبشرين قولهم، إنهم يسعون إلى الوصول إلى آلاف آخرين من خلال اعتماد قنوات فضائية ومواقع الأنترنيت. ونقل التقرير ذاته عن عضو بالكنيسة المعمدانية في ولاية أوهايو بأمريكا، يدعى تايلر قدّم نفسه مسؤولا عن مشروع التنصير في المغرب، أنه هو مهد الطريق لزملائه المنصّرين، ومعظمهم من أمريكا الجنوبية، يسعون إلى تنصير المسلمين عبر تعلم اللهجات المغربية، كما عملوا على إنشاء أعمال تجارية صغيرة لتمويل أنشطتهم التنصيرية. بينما كشف أحد ضحايا التنصير ويدعى أمين أن مئات من هؤلاء الذين تم تنصيرهم يجتمعون سنويا بالقرب من الرباط للاحتفال بعيد ميلاد المسيح، وذلك تحت حماية الشرطة المغربية. ولفت المصدر ذاته على لسان دنا روبرتـ وهو أستاذ الدين المسيحي بجامعة بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية، أن البعثات التي تسهر على تنصير المسلمين في دول شمال افريقيا هي من الجيل الجديد، ويستفيدون من وسائل الاتصال، والانفتاح الديمقراطي في المنطقة، خاصة وأنه ليس لهم الخلفية التاريخية والثقافية بدول المنطقة، ولا يملكون نفس المهارات والتداريب التي لكبار السن من المنصرين، على حدّ قوله. هذا، وتسعى الجماعات التنصيرية إلى خلق أقلية مسيحية بالمغرب، وكذا بدول إسلامية أخرى، قصد الابتزاز بها والضغط على دول المنطقة، الأمر الذي يهدد الاستقرار والوحدة الدينية والوطنية بها. إسماعيل حمودي- أحمد الزاهدي