ليلة الجمعة تقدم مواطن بشكاية الى مصالح الشرطة بالجديدة يشتكي فيها ما تعرض له من ضرب وسب وتنكيل من طرف ثلاثة أشخاص علم فيما بعد أنهم لاعبون بصفوف فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، بل الأكثر من ذلك أن توقيت الإعتداء تزامن والفريق يخضع لتربص مغلق بالغولف الملكي من أجل مواجهة فريق الجمعية الرياضية السلاوية. يتعلق الأمر باللاعبين محمودي، الضيفي والسلماجي، علما بأن كل المصادر تفيد أنهم كانوا في حالة غير طبيعية، بل منهم من لم يستطع التحكم في ما كان يتفوه به أمام المواطنين. بعد نهاية المقابلة تعرض حميد الشادي الحارس الإحتياطي أثناء تواجده بالغولف الملكي الى محاولة إعتداء بواسطة السلاح الأبيض من طرف حميدة الدمياني، ولولا تدخل مسؤولي الإقامة لكانت الكارثة أعظم. ومساء أول أمس قام اللاعب لاطير بالإعتداء بواسطة الضرب على طفل قاصر لايتعدى عمره إحدى عشرة سنة تحت ذريعة أنه وجه له السب العنصري . وقبل ايام اعتدى عبد الله التومي رئيس نادي الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم على مدير ملعب محمد لشهب، حيث يجري الفريق تداريبه ومقابلته بعد أن حاول هذا الأخير تطبيق القانون بصفته الإدارية التي يخولها له قرار الجماعة الحضرية بالجديدة. كل هذه الأحداث حصلت في أسبوع واحد، مما يؤكد التسيب التنظيمي والأخلاقي الذي أصبح يعيش فيه الفريق الذي يتوفر اليوم على كل الإمكانيات المادية والمعنوية التي تخوله أن يكون مؤسسةذات تنظيم محكم وبرنامج طموح في مستوى رؤية وطموحات الجماهير التي تؤدي ثمن التذكرة على حساب وقتها وقوتها اليومي. دفاع الأمس الذي كان يعيش على الكفاف والعفاف، ليس هو الدفاع الحسني الجديدي الذي تتوفر خزانته على أكثر من مليارونصف من أجل تنشيط البطولة على حد تصريحات المدرب وبعض أعضاء المكتب المسير الذين اختلط عليهم الحابل بالنابل. فرغم أن الدفاع الحسني الجديدي فاز ببطولة الخريف فإن وضعه الآن يدعو للقلق ليس لأنه سيعيش القهقرى وسيتدحرج الى القسم الموالي، ولكن لأن التسيب التنظيمي والأخلاقي الذي أصبح يعيش فيه الفريق جراء الإنقسامات وعدم إنضباط اللاعبين إضافة الى غياب المراقبة والضبط كلها عوامل ساهمت بشكل أو بآخر في عدم تأهيل الفريق للفوز بلقب ولو مرة واحدة يتوج به مسيرة أكثر من 50 سنة من الممارسة. فمع الدورات الأخيرة تم قطع الشك باليقين وأصبح في حكم المؤكد أن الفارس الدكالي فقد الكثير من مقوماته للفوز بالبطولة الوطنية لاعتبارات عدة سنحاول تشريحها في الورقة التالية: فضعف الخزينة المالية وضيق ذات اليد لم يعد ذريعة يتخفى وراءها مسؤولو الدفاع الحسني الجديدي، ذلك أن الفريق أصبح مصنفا ضمن الأندية الغنية التي تحتضنها مؤسسات قوية مثل المكتب الشريف للفوسفاط وبروديك وفيتكو، فضلا عن الدعم الذي تقدمه جهة دكالة عبدة والجماعة الحضرية بالجديدة، إضافة الى دعم المجموعة الوطنية، حيث قدرت بعض المصادر ميزانية الفريق هذه السنة بحوالي مليار ونصف، فكيف لفريق يعيش كل هذا البذخ ويتوفر على ترسانة من اللاعبين والمسيرين وطاقم تقني وعلاجي أن يكتفي بتنشيط البطولة فقط؟وهل هناك عائق آخر غير العامل المالي يقف حجر عثرفي وجه الدفاع لعدم الفوز بالبطولة؟ فمنذ مدة طويلة والمكتب المسير على علم أن عددا كبيرا من اللاعبين يتعاطون الممنوعات من مشروبات كحولية ويدخنون الشيشا، بل إن بعضهم يتعاطى المخدرات ولا يبرحون مقاهي مشبوهة متخصصة في تصديراللحم البشري وتنظيم الليالي الملاح، حيث لم تكن للمكتب الشجاعة الأدبية والاخلاقية لاستدعاء اللاعبين وتوجيه ولو عتاب الأخوة لهم، إذ أن بعضهم أصبح يعتبر أن كل الممارسات التي يقترفها تدخل هي الأخرى ضمن الإمتيازات التي يمنحها له الفريق حتى أنه أصبح ممنوعا عن أعضاء المكتب والمدير التقني مراقبة وتقويم سلوكات اللاعبين، بل إن بعضهم أصبح يقوم بممارسات مشينة بالشقق التي يكتريها الفريق للاعبين. هذا بالنسبة للجانب الأخلاقي والصحي، أما الجانب التنظيمي فالعديد من اللاعبين المستقدمين من خارج الإقليم أصبحو يفضلون مغادرة المدينة مباشرة بعد انتهاء التداريب مع ما يترتب من عياء بدني جراء السفر ويثقل كاهل الفريق الذي يؤدي مبالغ كبيرة في الكراء، إضافة الى ما يعرفه الفريق من ممارسات لا مسؤولة، فكثرة الأعطاب وعدم توفره على بدائل إضافة الى إشراك لاعبين غير مؤهلين تقنيا وبدنيا والإعتماد على اسمين أو ثلاثة ما أن تمسهم الإصابة حتى يعرف الفريق فراغا قاتلا، وما إصابة اللاعب عبد الله لهوا ورضا الرياحي إلا خير دليل على ما نقول، حيث لم يجد المدرب ما يعوض به اللاعبين المصابين. أما أكبر خسارة عرفها الفريق هذا الموسم فتعود الى خسران صفقة اللاعب مغاسي الذي كلف ميزانية الفريق مبلغا كبيرا، لو اسثتمر بشكل جيد لجلب به أكثر من لاعبين لتوفر الفرق المغربية على ترسانة كبيرة من خيرة اللاعبين. وإذا كانت صفقة مغاسي يعلق عليها المكتب المسير مشجبه كقلب هجوم يمكن أن يحل عقدة التهديف، فإن الإدارة التقنية واللاعبين والمكتب يتبادلون الإتهامات فيما يعرفه الفريق من كبوات الواحدة تلى الأخرى، فبراتشي الذي حل محل كريستيان لانغ، وبمجرد أن ساهم في إقبار حلم فريق الفتح الرياضي الرباطي في البقاء بالقسم الأول وقرأ عليه صورة الفاتحة تم استقدامه كالمنقذ من الظلال للرقي بالدفاع الحسني الجديدي من المراتب الأربعة الى الفوز بالبطولة، وجه خطبة عصماء أكد فيها أمام المكتب واللاعبين أنه جاء الى الجديدة من أجل خلق فريق متكامل وترسيخ ثقافة الفريق البطل الذي ينضبط ويخاصم كل السلوكيات التي تبعده عن فرصة التتويج، إلا أن الأيام وحدها كفيلة بوزن كلام المدرب الذي يشبه من خذله السراب باحثا عن الماء فالمدرب لا يهمه الفريق بقدرما تهمه نفسه، حيث سافر الى فرنسا هذه السنة حوالي أربع مرات في الوقت الذي كان الفريق في حاجة إليه، إضافة الى عدم قدرة الإدارة التقنية على تنفيذ برنامج جيد يتم خلاله تكوين فريق رديف ومد الفريق الأم بلاعبين شبان لهم من التقنية ما يؤهلهم لتعويض اللاعبين الذين هم على أبواب المغادرة، كما أنها لم تستطع اقتناص أي لاعب خلال المرحلة الشتوية لرهان الجميع على مغاسي الذي كان يعلم جيدا أنه غير مؤهل هذا الموسم للعب الى جانب الدفاع الحسني، وحاول البعض تسييس القضية على أنه كان يمارس بالبطولة الإسرائيلية، علما بأن فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي يصارع من أجل الفوز باللقب لا يتابعه إلا جمهور قليل لا يتجاوز في أحسن الأحوال 2500 متفرج، وهو العدد الذي من الممكن أن تستقطبه مقابلة في كرة السلة أو اليد أو الطائرة، وإن كان النقل التلفزي قد ساهم بشكل أو بآخر في تراجع الجمهور. عموما يمكن اعتبار كل هذه العوامل ساهمت بشكل أو بآخر في معاكسة فريق الدفاع الحسني الجديدي للفوز بالبطولة، وبالتالي الإكتفاء بتنشيط البطولة بمبالغ مالية كبيرة، وفي إنتظار حصول ذلك يبقى الجميع في قفص الإتهام.. مسؤولون مقصرون في عملهم ولاعبون غير مسؤولين عن ممارسات مشينة وطاقم تقني تنعدم فيه روح االعمل الجماعي وجمهور يتخلى عن فريقه كلما حصلت له كبوة معينة .