كتبت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، أن المؤلفات النظرية والإبداعية للباحث وعالم الاجتماع المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي، الذي وافاه الآجل المحتوم منذ أكثر من أسبوع، أحدثت «نقلة جذرية في وعي معاصريه» من الباحثين والمفكرين. ووصفت «الأخبار»، التي خصصت لهذا المفكر صفحتين كاملتين من أربع مقالات تناولت من خلالها جوانب من مساراته المعرفية العديدة، الراحل عبد الكبير الخطيبي ب «الكاتب الشامل». ويرى الناقد اللبناني بيار أبي صعب أن من بين مؤلفات الخطيبي العديدة النظرية والإبداعية يبقى أحد كتبه إلى اليوم أقرب إلى اللغز .. «نصا طلسميا أو رسالة مشفرة إلى معاصريه ..إنه (المناضل الطبقي على الطريقة الطاوية) الذي دار جدل حاد حول مدى جواز تصنيفه في خانة الشعر لكنه كذلك في العمق». واستحضر أبو صعب تعدد مجالات إبداعات الكاتب الراحل، ووصفه بأنه «مثقف عربي مغاربي تجاوز شروط الجغرافيا، وبنى منهجه على فكرة النقد المزدوج في قلب الأزمة، ومكانة الإنسان في قلب الحاضرة ضمن علاقة جدلية بين الإحساس والفكرة والكتابة». وفي مقال آخر رأى الكاتب الصحفي الجزائري المقيم بباريس عثمان تزغارت أن الخطيبي كان يتمتع بحفاوة أكاديمية أوروبيا وعربيا، وأنه أغمض عينيه واضعا نقطة نهائية في مسيرة خصبة شملت الرواية والشعر والنقد والبحث، مشيرا إلى أنه المثقف العربي الوحيد الذي نال جائزة «أهل الأدب» الفرنسية العريقة. أما الكاتب المغربي ياسين عدنان فقال في مقال له بنفس الجريدة بعنوان «مفكر عربي كبير لم نقرأه بعد» إن الخطيبي لم يكن ينتمي إلى عائلة فكرية أو أدبية وعاش مثل ماء نزق يسيل بين الصخور. واعتبر أن الكتابة كانت عند الخطيبي تدخلا وجوديا عنيفا في شؤون الحاضر واستفزازا عنيدا للفلسفة والفن والعلم والدين لهذا لم يؤمن بحدود فاصلة بين الحقول المعرفية والأجناس الأدبية. وفي صحيفة «الحياة»، الصادرة ببيروت، كتب الناقد اللبناني عبده وازن أن عبد الكبير الخطيبي كان واحدا من المفكرين الطلائعيين الذين شغلوا الساحة الفرنسية والمغربية في حقبة السبعينات التي شهدت ذروة الاحتدام الإيديولوجي والصراع الفكري المتعدد عقائديا وسياسيا. وتحدث عن مسار الخطيب منذ التحاقه بباريس بجامعة السوربون ومن ثم احترافه الكتابة ليصبح خلال بضعة أعوام وجها من أبرز الوجوه في الأوساط الفرنسية فكريا وفلسفيا وأدبيا.