اظهرت وثائق عرضت في المحكمة العليا البريطانية ان محامي الحكومة الامريكيةحاولوا حمل مقيم ببريطانيا احتجز في خليج جوانتانامو على التوقيع على اتفاق يقول انه لم يعذب قط، وانه لن يتحدث الى وسائل الاعلام شريطة الافراج عنه. واوضحت الوثائق التي كشف عنها القاضيان اللذان حكما في القضية التي نظرتها المحكمة العليا ان المحامين الامريكيين ارادوا ايضا ان يعترف بنيام محمد وهو مواطن اثيوبي احتجز في جوانتانامو لاكثر من اربعة اعوام بأنه مذنب من اجل تأمين اطلاق سراحه حتى رغم عدم توجيه أية تهمة له على الاطلاق. وتكشف الوثائق التي تتعلق بحكم اصدره القاضيان في اكتوبر الماضي ان الجيش الامريكي اراد ان يوافق محمد على الا يقاضي الولاياتالمتحدة او ايا من حلفائها، وان اي حقوق للتعويض يجب أن توكل الى الحكومة الامريكية. وذكرت مسودة اتفاق يقضي باعتراف محمد بانه مذنب مقابل حصوله على حكم أخف قدمها محامو الحكومة الامريكية في2008 «يوافق المتهم على الا يشارك في رفع اي دعاوى او طعن او يدعمها بأي طريقة في اي محفل ضد الولاياتالمتحدة او اي دول اخرى او ضد اي مسؤول من اي دولة سواء كان عسكريا او مدنيا.» ويقول بند رئيسي في الاتفاق «يعهد المتهم للولايات المتحدة بجميع الحقوق القانونية الخاصة بالتوقيع او تقديم اي وثائق او اقتراحات أو طعون ضرورية لتنفيذ هذا الشرط نيابة عن المتهم.» وكان الاتفاق المقترح ضمن وثائق احضرت امام المحكمة العليا في اكتوبر عندما قضت المحكمة بأن الوثائق التي تتعلق بقضية محمد قد لا يكشف عنها لانها ربما تقوض اتفاقيات أمنية وطنية بين بريطانيا والولاياتالمتحدة. ورفض محامو محمد الاتفاق وأطلق سراحه في نهاية الامر الشهر الماضي بدون شروط تقريبا. ويفهم ان الحكومة البريطانية رفضت شروط الافراج عن المتهم، وساعدت في مقاومتها حتى اسقطت. وقال كليف ستافورد سميث محامي محمد ومدير منظمة «ريبريف» الخيرية لحقوق الانسان «تعكس الحقائق التي انكشفت اليوم، الطريقة التي حاولت بها الولاياتالمتحدة التغطية بشكل دائم على حقيقة تعذيب بنيام محمد». وتابع بقوله «تكشفت الحقيقة تدريجيا وعلى الحكومتين على جانبي الاطلنطي التوقف للنظر في ما اذا كان يجب ان تواصلا الكفاح لابقاء دليل التعذيب هذا سرا». وكان محمد الذي يبلغ من العمر30 عاما واعتنق الاسلام، يقيم في بريطانيا عندما سافر الى باكستانوافغانستان في اواسط2001 وهي رحلة يقول إنه قام بها للتغلب على إدمان المخدرات. وبدأ اعتقاله في ابريل نيسان عام 2002 عندما ضبط وهو يحاول مغادرة باكستان بجواز سفر مزيف. ويقول إنه عذب خلال الاحتجاز هناك بمعرفة مسؤولي مخابرات بريطانيين قبل ان يتوجه الى المغرب على متن طائرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية. واحتجز في المغرب لنحو عامين يقول انه تعرض خلالهما لمزيد من التعذيب والانتهاكات تشمل توجيه اسئلة يقول انه لا يمكن ان يوجهها سوى مسؤولو مخابرات بريطانيون. وتنفي بريطانيا مشاركتها في تعذيب محمد. وبعدها نقل جوا الى افغانستان، حيث احتجزه امريكيون ويقول انه تعرض لمزيد من التعذيب والمعاملة السيئة قبل ان ينقل الى خليج جوانتانامو في شتنبر 2004 . وخلال احتجازه الذي دام ستة اعوام ونصف العام يقول محمد انه تعرض«للغمر بالماء» او محاكاة الغرق ولجرح اعضائه التناسلية بمشرط. وتنفي الولاياتالمتحدة تعذيبه. وبعد القبض عليه اتهم محمد بتلقي تدريب في معسكرات القاعدة في افغانستانوباكستان وربطته الولاياتالمتحدة بمؤامرة «القنبلة القذرة». لكن الاتهامات ضده أسقطت وافرج عنه في23 فبراير الماضي . ومنذ عودته الى بريطانيا ومحمد يتحدث الى وسائل الاعلام ويكرر اتهاماته. ورغم انه حر الان فقد وافق محمد على بعض الشروط ومنها التزام بألا يسافر مطلقا الى الولاياتالمتحدة.ولم يقرر بعد ما اذا كان سيقاضي السلطات الامريكية او البريطانية. رويترز