صدر العدد السابع والعشرون من مجلة "الكلمة" الإلكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ. وقد أتمت المجلة ترقيم أربع دوريات عربية جديدة مهمة ووضعها على الموقع ضمن «أسلاف الكلمة: أرشيف المجلات»، ثلاث منها مغربية وهي (أقلام)، و(الثقافة الجديدة)، و(جسور)، والرابعة مصرية وهي (التطور) التي كانت لسان الحركة السيريالية المصرية في الأربعينات. المجلات المغربية التي شكلت محطات أساسية ومركزية في تشكل الخطاب الثقافي بالمغرب تنضاف الى أسلاف المجلات المرقمنة التي حرصت "الكلمة" على توفيرها لقرائها. وسوف يتم قريبا تفعيل البحث الإليكتروني فيها خدمة للباحثين والمثقفين، ووصلا للحاضر بالماضي، وإرهافا للذاكرة الأدبية. وستواصل مجلة الكلمة توسيع هذا الباب، بانضمام دوريات عربية إضافية تمثل جغرافيات ثقافية متعددة. جميعها شكلت إنعطافة مهمة في التاريخ الثقافي العربي. لكن "الكلمة" تشكو في افتتاحية العدد التي كتبها رئيس تحريرها من لصوص الإنترنت الذين يسرقون هذا الجهد بلا أخلاق، ويضعون مجلاتنا بصفاقة متناهية على مواقعهم، وقد يضطرونها في المستقبل إلى إغلاق هذا الأرشيف! وتنشر مجلة "الكلمة" النص الكامل لأحدث روايات الكاتب المصري الكبير صنع الله إبراهيم "القانون الفرنسي". الرواية التي يدير فيها حوارا تناصيا خصبا مع روايتيه (أمريكانلي) و(العمامة والقبعة) من جهة، ويطرح فيها من جهة أخرى عددا من القضايا المحورية حول أسئلة الهوية والتاريخ، وعلاقتنا الشائكة بالغرب. كما تقدم الكلمة ملفا حول الفنان الجزائري بشير بلونيس أعده مراسل الكلمة في الجزائر عبدالناصر خلاف، ويضم الملف مجموعة من المقالات والشهادات حول هذا الفنان الجزائري المتميز الذي لم يأخذ حقه من الأهتمام من المشهد العربي العام، بالرغم من أنه استطاع أن يضيف الكثير إلى الفن التشكيلي الجزائري والعربي، وأن يفرض نفسه على المشهد التشكيلي والنحتي العالمي. كما يقدم مراسل الكلمة في السودان عصام أبو القاسم رصدا موسعا لرحيل الطيب صالح والنور عثمان أبكر، العلمين البارزين من أعلام السودان الثقافي والفكري، تغطية سودانية خالصة توشك أن تكون ملفا خاصا لوقع هذا الفقد على أدباء السودان، وذكرياتهم الحميمة مع الفقيدين الكبيرين، هذا فضلا عن وثائق الحوار الأساسي الأولى لمشروع «الغابة والصحراء» التي ينشرها باب علامات. إذ شهدت ستينيات القرن الماضي سجالا متصلا حول الهوية الثقافية في السودان، لعبت فيه جماعة "الغابة والصحراء" دورا مرموقا في طرح مفهوم جديد يمزج الافريقانية بالعروبية. فيما تقدم محررة باب علامات الدكتورة أثير محمد علي شخصية محمود عزمي، نموذجا ثقافيا مضيئا، ترفعه مرآة ينعكس عليها واقعنا الراهن، وأزمة المثقف فيه. ولازالت مجلة "الكلمة" تواصل نشر دراسات ومقالات حول العدوان البربري الصهيوني على غزة، إذ نقرأ في "مكان يبكي" لجون بيرجر والذي يمزج السردي بالوثائقي بالسياسي في كتابة شيقة تطرح الحقيقة المدببة في مواجهة القوة الغاشمة. وقد خص "الكلمة" بهذا المقال الذي يكشف عن خطاب جديد بدأ يتخلق ويتبلور بعد العدوان الصهيوني البربري على غزة. وهو الأمر الذي تسجله كذلك مسرحية (سبعة أطفال يهود: مسرحية من أجل غزة) للكاتبة الانجليزية المرموقة كاريل تشيرشل، التي يقدم لها الناقد الفلسطيني عرضا في باب نقد. في باب دراسات، نقرأ للباحث التونسي نزار شقرون "الفضاء في الشعر" يستنطق خلالها محتوى الشكل ويستقصي علاقات النص الشعري بفضاء البياض. أما الكاتب المصري أحمد أبو خنيجير فيعبر بنصه الشيق "في رحاب الصحراء .. مدد ياشاذلي!" المسافات بين الكتابة والنقد، فيما يعود الباحث المغربي عبدالصمد بلكبير الى محطة المؤتمر الأخير لاتحاد كتاب المغرب عبر تصديره للبيان الثقافي ب "جدل المشروع والإنجاز" مستقرءا المشهد الثقافي المغربي. ويطرح الباحث الجزائري عبدالحق بلعابد "تداوليات العنوان"، فيما يتناول الباحث المصري سيد ضيف الله جدل علاقة الشفهي والكتابي في رواية خيري شلبي "وكالة عطية"، ويختتم باب دراسات ببحث قيم للباحث المغربي التيجاني بولعوالي حول «إسرائيل» إله الشر الجديد، ويعرف عن كثب استرايجيات العدو الصهيوني فيه، عن المنطق المقلوب الذي يجعل إله الشر الجديد يتلبس لباس الخير، كي يظهر الجاني وكأنه الضحية، ويبرر بدعاوى كاذبة مفضوحة مشروعه الهمجي في المنطقة. في باب شعر نقرأ ديوان الشاعر المصري محمد الحمامصي "موت مؤجل في حديقة" وقصائد للشعراء: مأمون التلب، مالك الواسطي، موسى حوامدة، صلاح بن عيّاد، صلاح عليوة. باب القصة يحتفي بنصوص المبدعين: عبدالعزيز بركة ساكن، حسب الله يحيى، عبداللطيف الإدريسي، عاطف سليمان، صفاء يوسف عسّاف. يفتتح الطيب صالح باب النقد، حيث يعيد كاتبان سودانيان نشر مقالة ترجماها بمناسبة صدور روايته بالألمانية. وهكذا، ستعد "الكلمة" ملفا ضافيا عن الراحل الكبير يكون بمستوى إنجازه وتدعو كتابها للإسهام فيه. فيما يعود الناقد عماد عبدالرزاق لفيلم «حين ميسرة» ثلاثية الفقر والتطرف والفساد، وهو الفيلم الذي خلق نقاشا وجدلا واسعا. ويختتم الكاتب صبحي حديدي، الناقد السوري هذا الباب، بقعقعة انهيار النظام المالي العالمي بالنسبة للأيدلولوجيا الرأسمالية، ويحذر الباحث اليمني حبيب عبدالرب سروري في مقاله "اليمن الجديد" بطريقته التهكمية الواخزة من تلك اللامبالاة السمجة التي تناولت بها الطبقة الحاكمة اليمنية مسألة نقص المياة، ويقيم تناظرا دالا بين سلوكها وسلوك العدو الصهيوني في المستوطنات غير الشرعية التي يقيمها في فلسطينالمحتلة، وتبدد هي الآخرى مياها الشحيحة.