أفسدت الأحداث اللارياضية التي عرفتها نهاية الكأس الممتازة رجال، العرس الرياضي الذي كان ينتظره الجميع، وخصوصا عشاق الكرة الطائرة. هؤلاء وكل المتتبعين استاؤوا لتلك الأحداث التي خدشت جمال اللعبة بسبب عدم نضج بعض اللاعبين والمسيرين. فقد ابتدأت الشرارة الأولى قبل انطلاق اللقاء، حينما بدت احتجاجات وعدم رضى فريق شباب المحمدية على تعيين الحكم فاضلي على إدارة هذه النهاية دون مبرر واضح. وقد بدا التوتر واضحا على بعض أعضاء مكتب شباب المحمدية، خاصة الكاتب العام فيبار الذي هيأ لاعبيه بطريقة غير مباشرة لكيل العداء لحكم اللقاء. فقبل انطلاق اللقاء صرح مدرب شباب المحمدية بليمني أن فريقه غير راض عن تعيين الحكم الدولي فاضلي لهذه النهاية، موضحا أن النادي سبق له أن كاتب المكتب الجامعي طالبا منه استبعاد فاضلي عن هذه النهاية، كما أكد أن فريقه مستعد لهذه المباراة، وأنه ركز على الجانب النفسي للاعبين أكثر من الجانب التكتيكي، مؤكدا أن غياب اللاعب أكداش المعطوب لن يؤثر على الفريق. ومن جانبه بوشتة بخار، مدرب الاتحاد الرياضي، عبر عن رغبة فريقه في كسب هذه النهاية للحفاظ على اللقب الذي بحوزته. أما فاضلي فقد صرح للجريدة أنه سيدير هذا اللقاء كأي لقاء آخر، وأنه لن يخدل الجامعة التي وضعت فيه ثقة إدارة نهاية من هذا الحجم، وأنه لايحمل الشارة الدولة عبثا. وبالرجوع لهذه النهاية وسرد كرونولوجيا الأحداث فقد انطلقت المباراة في الساعة السادسة مساءا بدلا من الخامسة، كما كان مقررا من قبل، حيث تميزت الجولة الأولى بدخول قوي لعناصر شباب المحمدية، حيث تحكموا في جل أطوار هذه الجولة التي عرفت التكافؤ في نهايتها، إلا أن حماس لاعبي الشباب حسم النتيجة لصالحهم، مستغلين أخطاء الاتحاد الرياضي وحسموها بحصة 31 مقابل 29. الجولة الثانية عرفت انطلاقة جيدة للفريقين، وكان التكافؤ سيد الموقف الى حدود النقطة 15 لصالح الاتحاد، حيث بدأت الأحداث اللارياضية تطفو على سطح هذه النهاية، وبدأت برمي جمهور شباب المحمدية لقنينة مشروب غازي في رقعة الملعب، مما اضطر حكم اللقاء بإيقافه لبعض الدقائق حتى تزال آثار سائل القنينة التي عرقلت اللعب .. الجمهور، ورغم قلته حيث لم يتجاوز 400 متفرج، فإن بعض العناصر المشاغبة استغلت وجود فقط أربعة من رجال الشرطة للقيام ببعض التصرفات اللارياضية تجاه الفريق الخصم والحكم. وبعد هذا الحادث بدأت الهوة تتسع بين الاتحاد الرياضي والشباب، حيث حسمها الاتحاد الرياضي لصالحه بحصة 25 مقابل 20. الجولة الثالثة كانت نقطة التحول خلال هذه النهاية، فقد كثرت احتجاجات عناصر شباب المحمدية على الحكم، إذ لم تتوقف عند هذا الحد، بل كان كرسي الاحتياط وكذا الكاتب العام يوجهون اللوم لطاولة الحكام، تصرف لامسؤول من «مسؤول» عن الفريق من شأنه أن يهيج اللاعبين، وذلك ما حصل.. فلم تتوقف احتجاجات اللاعبين على أي صفارة للحكم، مما كلف الفريق خلال هذه الجولة ورقة صفراء ونقطة إضافية للخصم، فكان الانتصار حليف الاتحاد الرياضي خلال هذه الجولة كذلك بحصة 25 مقابل 22. نهاية الجولة الثالثة عرفت تشابكا بالأيدي بين مساعد مدرب الشباب والمكلف بالأمتعة والتدليك لفريق الاتحاد الرياضي، كما تدخل كعادته لتوسيع الشغب الكاتب العام للشباب فيبار، إذ لولا تدخل عناصر الأمن الأربعة لآلت الأمور إلى ما لاتحمد عقباه. الجولة الرابعة عرفت سيطرة كاملة للاتحاد الرياضي وحسمها لصالحه بحصة 25 مقابل 15. وأهم ما ميزها هو التصرف اللارياضي واللا أخلاقي للاعب شباب رقم 9 حليوي الذي غادر رقعة الملعب وعاد بعد ذلك ليعلن عن تغيير دون استشارة مدربه، مما آثار حفيظة بليمني، الذي ماكان منه إلا أن خضع لرغبة اللاعب المدلل والمشاغب حليوي الذي اعتدى على الحكم فاضلي بعد نهاية اللقاء بمعية عناصر أخرى من الفريق، إذ أن رجال الأمن الأربعة احتاروا في أمرهم ولم يستطيعوا حماية الحكم الذي تعرض للبصق والشتم. الجميع خلال هذه المباراة تأسفوا لهذه الأحداث التي لاتخدم اللعبة في شيء، كما تحسروا لكونها تصدر من أناس كان من المفروض أن يكونوا قدوة للاعبين، بل أصبحوا هم من يثيرون الفتنة. للإشارة فنهاية السيدات آلت لصالح لاعبات الفتح على حساب الجيش الملكي بثلاث جولات لصفر 25 مقابل 16، 25 مقابل 17 و25 مقابل 18، كما تجدر الإشارة إلى أن هذه النهاية لم يحضرها أي مسؤول عن الوزارة الوصية أو السلطات المحلية وحتى بعض الأعضاء الجامعيين تخلفوا عنها. تصريحات بعد انتهاء اللقاء: < مدرب الاتحاد الرياضي بوشتة بوخار: أنا جد متأسف عن الأحداث اللارياضية التي عرفتها هذه النهاية والتي لاتشرف الكرة الطائرة التي نعمل على النهوض بها. وبالنسبة للنتيجة، فإننا نستحق الفوز، وكنا أحسن تنظيم داخل رقعة الملعب، كما أننا عملنا على استغلال نرفزة وأخطاء الخصم. < بليمني مدرب شباب المحمدية: نلقي باللائمة على الحكم الذي أفسد هذه النهاية، وهذا هو ما كنا نتخوف منه منذ البداية، لذلك كاتبنا الجامعة نطلب منها عدم تعيين فاضلي لهذه النهاية، إلا أن أمورا تدور بالجامعة تريد أن تضر بمسيرة الشباب، لذلك فأنا أحتج على ذلك بتقديم استقالتي من تدريب الفريق. الحكم الدولي فاضلي: قمت بالمهمة الموكولة لي بأمانة كبيرة وطبقت القانون، وإن كانت هناك بعض الأخطاء فهي غير مقصودة، والحكم بشر يمكنه أن يخطىء.