علمت جريدة »الاتحاد الاشتراكي« من مصادر جد عليمة بان الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعاون مع المصالح الأمنية لولاية فاس، تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من إلقاء القبض على عنصرين من أفراد عصابة تتاجر في الكوكايين و الأقراص المهلوسة و ذلك بعد أن تمت محاصرة سيارتين من نوع رونو «بارتنير» و» بيرلينكو» كانتا راكنتين بجانب تجزئة البركة الواقعة أمام مقاطعة سايس التابعة للجماعة الحضرية لمدينة فاس، حيث لم يبديا الشخصين الموقوفين أية مقاومة. وبعد استنطاق الشخصين المعتقلين، انتزعت منهما اعترافات ساقت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى منزل عنصر ثالث في عقده الرابع و الملقب ب» ْزعِريطة« له سوابق عدلية في الاتجار الدولي للمخدرات و يقطن بحي مونفلوري بشارع وهران. حيث تم محاصرة محل إقامته من قبل عناصر أمنية فرضت طوقا امنيا على الشارع و محيط منزل الشخص الذي يعتبر الموزع الرئيسي للمخدرات بأصنافها و أشكالها بمدينة فاس و مدن أخرى تمتد حتى خارج الحدود.ذلك أن عناصر الفرقة الوطنية تمكنوا من اقتحام المنزل و اعتقال الشخص المطلوب و بحوزته كمية كبيرة من المخدرات من نوع الكوكايين و الهروين و الأقراص المهلوسة لم يتم حتى حدود الساعة الإفصاح عن حجم الكمية المحجوزة و كذا عدد البطائق الرمادية المزورة الخاصة بالسيارات و جوازات السفر المزورة.فيما كشفت مصادرنا على أن رجال الأمن حضروا إلى بيت » ْزعِريطة« في الوقت المناسب لكونه كان يتهيأ للتوجه إلى مطار فاس- سايس بقصد السفر إلى خارج الوطن هربا من التحركات الأمنية التي استشعرها على اثر الاعتقالات التي مست مجموعة من أباطرة المخدرات بالأقاليم الشمالية.حيث ذكرت بعض المصادر بان «زعريطة» قد يكون تلقى إشعارا من قبل احد المقربين من العملية الأمنية للهرب و الاختفاء عن الأنظار لكن الوقت لم يمهله لتنفيذ مخططه. و إلى ذلك أفاد مصدر قريب من العملية، بان الموقوفين ينشطون في الاتجار الدولي للمخدرات، و أن الموزع الرئيسي المقبوض عليه يتاجر في العقارات و السيارات و الهجرة السرية و انه يملك مقهى بشارع الحسن الثاني اقتناها مؤخرا، مما جعله يراكم ثروة مالية كبيرة مكنته من نسج علاقات متميزة مع شخصيات أمنية و مسؤولين رفيعين بهرم السلطة، تحدثت مصادر متطابقة عن دخول احد رموز السلطة في «شراكة» معه بأكثر من مشروع استثماري.حيث سبق للفرقة الوطنية للشرطة القضائية،بان فتحت منذ منتصف شهر ماي 2008 تحقيقا بولاية امن فاس حول المعلومات التي حملتها شكاوى مجهولة و إيحاءات لمدونة على الانترنيت تتهم مسؤولين امنين بالفساد و تشير إلى جملة من التجاوزات والاختلالات المسطرية التي شابت محاضر رسمية أنجزتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس في حق متورطين في الاتجار الدولي للمخدرات . و في السياق ذاته و بغرض فك العديد من الألغاز التي تحوم حول هذه الشبكة التي لم يتم تفكيكها بعد عكس ما روجت له جهات أمنية، كشفت مصادرنا بان البحث ما يزال جاريا عن 5 أشخاص لهم علاقة مباشرة بالعصابة الموقوفة، من بينهم فتاة و مغربي مقيم بهولندا و الملقب ب»السلواني» نسبة إلى احد مدن إقليمالناظور و التي يرجح انه ينحدر منها.ذلك أن تحريات البحث و التقصي في أولى المعطيات التي تم الوصول إليها بخصوص المسمى «السلواني»، تجعل منه رأس الحربة و الحلقة الرئيسية لهذه العصابة التي يعتقد أنها تمتد داخل نفوذ ترابي محلي و دولي مدعمة بشبكة من العلاقات الرفيعة المستوى و النافذة. هذا و قد رجحت مصادر متطابقة بان يكون تحرك الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء،جاء فور المعلومات التي كشف عنها احد تجار الحشيش بمدينة فاس المسمى «الطواشي» و الذي تم اعتقاله منذ 3 اشهر من الآن بتهمة وقوفه وراء إقدام امراة على الانتحار بطريق صفرو،حيث توبع في ذات الملف بضلوعه في تجارة الكوكايين لكن المحكمة برأته من كل ذلك و تابعته من اجل تجارة الحشيش و هو الآن يقضي عقوبته الحبسية بسجن عين قادوس.بعد أن كشف النقاب عن أسماء بعض عناصر العصابة الموقوفة و التي ساقت أفراد الفرقة الوطنية إلى اعتقال 3 منهم حتى حدود كتابة هذه السطور،و الذين يخضعون لمسطرة استكمال البحث و التقصي في العديد من المؤشرات و المعلومات التي يلفها الغموض و المتعلقة بأهمية المحجوز الذي تم ضبطه و وحجم تنظيم العصابة و عناصرها و طبيعة علاقاتها بالمهاجر المغربي المقيم بهولندا و نوعية تحركات أفراد العصابة بين المدن الداخلية و الأقاليم الشمالية للمملكة ومجالات أنشطتهم و ارتباطاتهم الداخلية و الخارجية.خاصة و أن أفراد العصابة الموقوفين كشفوا عن لائحة تضم 18 شخصا متورطا في عمليات هذه العصابة الناشطة في الاتجار بالكوكايين و الأقراص المهلوسة من بينهم أبناء لزعماء سياسيين و شخصيات نافذة بالمنطقة إضافة إلى رجال امن و بعض ملاكي الحانات.حيث من المنتظر مع تقدم إجراءات البحث و التحقيق، بان يسقط ملف هذه العصابة العديد من الرؤوس و الأسماء الوازنة.