على الأقل، ومنذ سنة 2000 كان للأخوين فقير مبروك (34 سنة، حمال)، وأخته (26 سنة، بدون) سقف يأويهما، ولو كان المأوى من أحياء الصفيح، وسنة 2005 استبشر الأخوان كغيرهما من ساكني دور الصفيح بحي سيدي يحيى، بانطلاق برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح، وإعادة استقرار ما تبقى من العائلة بعد وفاة الأب والأم، واستقلال اخوتهم الكبار بأسرهم بعد زواجهم. وبعد عملية الهدم التي طالت الحي بأكمله تفاجأ الأخوان برفض قائد مقاطعة سيدي يحيى تسليمهما شهادة الهدم التي على أساسها ينجز ملف الاستفادة وهو ما جعل الأخوين بدون مأوى مستقل، حيث أصبحا عالة على أختهما وزوجها في منزل لا تتجاوز مساحته 68 مترا مربعا.. وأمام هذا الوضع قام المواطن فقير مبروك ونيابة عن أخته (غير المتزوجة) بمراسلة قائد مقاطعة سيدي يحيى في الموضوع برسالة تضم توقيع 12 قاطنا بالحي يشهدون فيها على كون المعني بالأمر كان يمتلك هو وأخته منزلا يأويهما بالحي الذي طاله الهدم وتم إعادة إسكان قاطنيه. وبالرغم من المراسلات الموجهة إلى السلطة المحلية من أجل تصحيح «إغفال استفادة» الأخوين من هذا البرنامج إلا أن سياسة عدم الاكتراث والإهمال ظلت السائدة في وجه كل الطلبات المقدمة في هذا الشأن.