دعت الباحثة الأمريكية والمهندسة المعمارية، «بوني كابلان»، إلى تدخل الأنتربول من أجل استرجاع القطع الأثرية المسروقة من مدرسة السباعيين العريقة في فاس، وذلك عقب غياب أي تحرك من طرف السلطات الأمنية المغربية في هذا الصدد. وكان مجموعة من الأشخاص قد اقتحموا شهر غشت 2008 مدرسة السباعيين، التي تعود إلى فترة حكم المرينيين خلال القرن الرابع عشر، وتمكنوا من سرقة نافورة من الرخام كما استعملوا المنشار لقطع مجموعة من الأعمدة الخشبية المنقوشة التي كانت تشكل دعامة للطابق العلوي للمدرسة، مما تسبب في انهيار ذلك الطابق. ورغم تسببهم في تلك الخسائر، فإن السارقين عاودوا الكرة في اليوم التالي في محاولة للحصول على قطع أثرية أخرى، غير أن تدخل بعض السكان المجاورين أفشل عمليتهم الإجرامية. وتوجد هذه البناية، التي صنفها «الصندوق الدولي للآثارات» ضمن البنايات العالمية المائة المهددة، في ملك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي لم يتم إخطارها بعملية السرقة إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على ذلك! كما أن «كابلان» لم تعرف بالأمر إلا خلال زيارتها لمدينة فاس خلال أكتوبر 2008، مع العلم أنها تحاول منذ ثماني سنوات إطلاق مشروع ترميم المدرسة. تقول «كابلان»: «لا أفهم لحد الآن لماذا لم يتم إقحام الأنتربول في هذه المسألة»، وتضيف: «إن مدينة الرباط معروفة كنقطة عبور للآثارات المسروقة، ومع ذلك، فنحن لم نصل بعد إلى مؤشرات حول القطع المسروقة من المدرسة». ولم تخف «كابلان» حنقها من تعقد الإجراءات الإدارية وبطئها، حيث لم توافق السلطات المغربية بعد على مشروع تقدمت به من أجل إعادة ترميم المدرسة، وذلك بعد ثماني سنوات من البحث والدراسة لهذا المشروع. تقول: «عندما قدِمت إلى مدينة فاس سنة 2000، لاحظت أن المدرسة كانت في وضع مأساوي، حتى أن آخر ترميم خضعت له كان سنة 1915، من طرف الحماية الفرنسية، التي صنفت المدرسة ضمن المآثر التاريخية المهمة. ومن جهتي، قمت بمجهودات كبيرة من أجل لفت انتباه المؤسسات العالمية المختصة إلى هذه البناية، وكانت ثمرة ذلك إدماج المدرسة ضمن قائمة «الصندوق الدولي للآثارات» سنة 2004». وتضيف موضحة: «لقد توصلنا بمبلغ 75 ألف دولار من مؤسسة «أميركان إكسبريس» وهبة من مؤسسة «غيتي». وبلغ مجموع المبالغ المالية المرصودة لمشروع إعادة ترميم مدرسة السباعيين 150 ألف دولار، كما قمنا بإنجاز دراسة تنفيذية للمشروع لنقدم للحكومة المغربية تصورنا لعملية الترميم هاته».