كادت الأمطار التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء خلال الأسبوع المنصرم، أن تتسبب في كارثة إنسانية بإقامة الضمان بشارع القدس، مقاطعة عين الشق، حيث انهار جانب من الأرض بالقرب من حائط العمارة 41 ، وجانب آخر بالقرب من حائط العمارة 42 GH6 ، حين كان بعض أطفال الإقامة يجرون وراء كرة، ولما وصلت إلى هذا المكان وتبعها طفل هوت به مكونة حفرة بعمق مخيف، فتم إنقاذ الطفل من طرف أحد المارة! في نفس الوقت، هوت حفرة أخرى لا تبعد عن الأولى إلا بحوالي مترين، فكشفت هذه الحفر عن فراغ مهول تحت الشقق السفلى من هاتين العمارتين، حيث انفصلت «الضالة السفلى» عن الأتربة الموجودة بالأرض، وأصبح وكأنه دهليز أرضي به ركام الأتربة الممزوجة ببقايا النفايات والأزبال. وللتذكير فقط، فإن إقامة الضمان بنيت على أرض كانت مطرحاً للأزبال والنفايات، وعندما شُرع في بنائها، لم تتم إزاحة تلك الأزبال والنفايات بالشكل المطلوب، حسب مصادر مطلعة، مما جعل العمارتين GH6 ,42,41 توجدان على هذه الوضعية المخيفة، علما بأن العمارة 41 تتكون من 25 شقة والعمارة 42 من 13 شقة! وحسب بعض التقنيين الذين عاينوا الحفرتين، تبين لهم أن التراب الذي انجرف مع مياه الأمطار الأخيرة أغلبه عبارة عن أزبال وبقايا نفايات كانت بالقطعة الأرضية التي أقيم عليها المشروع السكني ، وهو ما ظهر للعيان، فلاتزال هناك بقايا أطراف بلاستيكية وبعض أجزاء الأقمشة، وما شابه ذلك. وأكد نفس المصدر أن سبب عدم انهيار هذه العمارة أو تلك، هو وجودها وسط العمارات، حيث البنيان متماسك على مستوى الجدران، أما إن كانت في مقدمة العمارات والبنايات لكان الوضع مغايرا ! هذه الحادثة التي وقعت منتصف نهار الأحد الماضي، والتي على إثرها، اتصل عدد من السكان، بمن فيهم سانديك العمارة ورئيس الجمعية السكنية بالسلطات المحلية والأمنية، لكن لم يحضر سوى قائد الملحقة الادارية الشريفة، وعون السلطة، ورغم توصل العاملة بالخبر، لم تكلف نفسها أي عناء لحضورها إلى عين المكان، لتطمئن على السكان ، أو لاتخاذ الاجراءات اللازمة، فقط حضر صحبة القائد تقني من العمالة اكتفى بإلقاء نظرة على الحفرتين ثم غادر دون أن يعود.وقد تم الاتصال مجددا بالعاملة وإشعارها بخطورة الوضع. وحوالي الساعة السابعة مساء، حضرت الوقاية المدنية. وبعد اطلاعها على الحفرتين عجز طاقمها عن القيام بأي شيء، باعتباره غير مختص في مثل هذه الحوادث! وأكد قائد هذه المجموعة للجريدة أن في مثل هذه الحوادث وجب إحضار مهندس معماري مختص في الإسمنت المسلح ليجري تحرياته حول سلامة «الضالة» الأرضية للعمارة، ويكون مختصا أيضا في مثل «البلوكاج» الذي بنيت عليه. وقد علمنا أن المشرفين على المشروع تكلفوا بإسال تقنيين مصحوبين بتصاميم التجزئة، والتصاميم الأرضية حتى تتسنى لهم معرفة أسباب هذا الإنجراف والعمل على إصلاحه. وفي السياق ذاته، فإن سكان إقامة الضمان، حسب ما صرح لنا به رئيس الجمعية السكنية وسانديك العمارة، أنه سبق وتقدموا بشكايات للمسؤولين حول عدة مشاكل تعاني منها الإقامة تتجلى في الوادي الحار وتصاميم مجاري المياه شبكة الإنارة وبالأخص مشاكل في الترصيص...