تمكن بعض منكوبي فيضانات الغرب صباح أمس من العودة إلى مساكنهم ، والوقوف على هول الخسارات التي لحقت بهم، فيما ظلت العديد من الدواوير غارقة في المياه والأوحال رغم أن توقف الأمطار عن التهاطل ساعد على تراجع منسوب المياه في وديان سبو وبهت وورغة. وإلى حدود صباح أمس، واصلت مكونات المجتمع المدني مجهوداتها في دعم ما تقوم به المصالح الرسمية في مجال إيواء وإطعام السكان، بل إن بعض الجمعيات بدأت تعمل على المساهمة في بناء بعض الدور السكنية في مجموعة من الدواوير المتضررة. وبخصوص الأوضاع في الخنيشات، أكدت مصادر من عين المكان ما تضمنه البلاغ الرسمي حول قيام مجموعة من الأشخاص، يوم الثلاثاء بتطوير التظاهر، عند وصول قافلة من الشاحنات المحملة بالغذاء، بغية الفوز بحق الأسبقية في الاستفادة من المساعدات، إلى أعمال تخريب استهدفت الشاحنات الثلاث المكونة للقافلة، بالإضافة إلى وكالات بنكية وبعض المتاجر. نفس المصادر أكدت أن القوات الأمنية سيطرت على الوضع، وواصلت طيلة ليلة الثلاثاء الأربعاء عمليات التحري والاستنطاق من أجل تحديد هوية مرتكبي هذه الأعمال وتقديمهم إلى العدالة، لكنها أكدت في ذات الوقت أن دعم المتضررين لدور السلطات في مجال الحرص على حفظ الأمن والاستقرار كان مصحوباً بالدعوة إلى التراجع عن قرار تعليق مد جماعة الخنيشات بالمساعدات الغذائية من منطلق أن الأغلبية الساحقة من المنكوبين لا ذنب لهم في ما وقع من أعمال تخريبية، ومن منطلق أن ندرة المواد الغذائية ترتب عنها ارتفاع مهول للأسعار لدرجة أن الخبزة الواحدة صارت تباع بعشرة دراهم. ومعلوم أن سوء أحوال الطقس التي همت مختلف أنحاء المغرب خلفت خسائر في الأرواح بفعل انهيارات المنازل، إذ بلغ مجموع القتلى 24 ضحية، بينما أسفرت الفيضانات التي ضربت منطقة الغرب ابتداء من يوم الأربعاء الأخير، عن ترحيل أكثر من 2000 نسمة وعن انهيارأكثر من 650 منزلاً . وإلى حدود الان ما زالت المياه تغمر آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية. أما بالنسبة للمواشي فمن المرتقب أن تكون الخسائر جد مرتفعة، سواء من حيث عدد الوفيات أو من حيث الأضرار والأمراض الناتجة عن النكبة. وأمام هول الكارثة وعدم كفاية إمكانيات الدولة لإغاثة المتضررين، فإن آمال المنكوبين لاتزال معقودة على السند والدعم الشعبي، وعلى مضاعفة المجهودات التي بذلتها العديد من مكونات المجتمع المدني.