خلال الأيام القليلة الأخيرة ، وفي خطوة غير مفهومة، شرعت آليات الحفر في مباشرة عملية «لتخريب» أرصفة شارع القدس وتشويه جماليتها، عبر اقتلاع الزليج والرخام بهدف تعويضهما بالزفت، على غرار ما طال بعض أزقة درب الخير وشارع تمارة وبرشيد وشوارع أخرى... بنفس التراب. المبادرة التي لم تكن حكرا على مقاطعة عين الشق، بل شملت أحياء بمناطق أخرى كما هو شأن شارع 2 مارس في مقطعيه التابعين للفداء مرس السلطان والمعاريف، والتي رغم ما يمكن أن يقال بشأنها إلا أنه تم احترام «الحركية التجارية» التي تعرفها عدد من المقاهي والمطاعم وغيرها من المحلات، عبر الحفاظ على جمالية رونقها، وحتى الزفت الذي تم استعماله كان مغايرا لما هو كائن و«مشروع» بعين الشق! أرباب المقاهي الذين ساهموا في تحسين رونق شارع القدس ومنحه الجمالية ومعهم ملاكو المنازل وغيرها من البنايات، تفاجأوا لقرار العاملة «إمنصار»، واعتبروا أنه لن يسهم سوى في تضييق الخناق عليهم وتشويه جمالية الشارع والمنطقة ككل، بإقدام العمالة على هاته الخطوة، وما لها من تبعات سلبية أهمها عند وقوع اختناق في مجاري المياه أو التدخل للقيام ببعض الاصلاحات فإنه سيتعين حفر الزفت عوض اقتلاع بعض «الزليجات» حتى تتم الأشغال وتعويضها بعد ذلك، الأمر الذي سيكون صعب التحقيق مع الزفت! المتضررون من العملية اعتبروا أن كميات الزفت التي سيتم إهدارها فيما لايفيد كان الأجدر أن تتم الاستفادة منها وتوظيفها في محاربة الحفر التي تنتشروتنبت بالمنطقة خصوصا وبالمدينة ككل كما ينبت الفطر، والتي تتسبب في وقوع حوادث عديدة وتستهدف السلامة الميكانيكية لمختلف وسائل النقل! هذا وقد وجه المكتب الاقليمي لولاية الدارالبيضاء الكبرى للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين رسالة إخبار بناء على عقد أرباب المقاهي لاجتماع موسع خلص إلى القيام بوقفة احتجاجية، استنكارا لاكتساح الزفت.