«لماذا أخرجت الجماعة الحضرية، هذه الأيام بالذات، كل معداتها، واشتغلت ليل نهار لإصلاح ما طالب به السكان منذ مدة ؟» فجأة تحول شارع تمارة، انطلاقاً من شارع الخليل إلى حدود المسجد العتيق لعين الشق، إلى ورش كبير! فبعد قرابة 3 أشهر دون إنارة عمومية، ورغم الشكايات المتتالية بخصوص الحفر التي تؤثث هذا الشارع، دون أدنى تحرك من المعنيين بالأمر، نزلت الشركة المكلفة بالإنارة العمومية بكل ثقلها، وعوض تغيير المصابيح التي فقدت «ضوءها» تم إحضار أعمدة إنارة جديدة، لتحل محل القديمة. كما نزلت شاحنات الزفت و«الدكاكات» لإعادة تزفيت هذا الشارع. سيدتان عائدتان من السويقة الموجودة بشارع برشيد لفتت انتباههما المعدات الضخمة التي ملأت شارع تمارة، فقالت إحداهما للأخرى: «واقيلا هاذ الأشغال ليست «في سبيل الله» أو من أجل السكان»! لقد صدق حدس هذه المواطنة البسيطة، حيث أنها تندرج ضمن الإعداد لتدشين مرتقب لمركز للتعاون الوطني بُني مكان مخفر الشرطة السابق ومكان مكاتب حافلات «الطاك» سابقاً المجاور لملتقى الطرق، لكل من شارع تمارة وشارع برشيد، وشارع بغداد، والذي تم تمويله من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. «فحتى ساجد الذي لم تطأ قدماه شوارع عين الشق منذ الحملة الانتخابية الجماعية الأخيرة، يقول بعض قاطني المنطقة، أصبح من حين لآخر ينزل من سيارته ويمشي على قدميه ليراقب الأشغال بنفسه ويعطي أوامره للمشرفين على كل الأعمال، خوفاً من بعض المفاجآت غير المنتظرة. كتلك التي وقعت خلال آخر زيارة ملكية حين هوى عمود للإنارة» كما أن عاملة المنطقة بدورها تطوف عبر سيارتها لتتأكد من حسن سير الأشغال. في نفس السياق، «أُرغم» العديد من أصحاب المنازل بصباغة واجهات سكناهم بالأبيض، حتى يكون الشارع في أبهى حلة. هذا، ويتساءل بعض المهتمين بشأن المنطقة: لماذا أخرجت الجماعة الحضرية ، في هذه الأيام بالذات، كل معداتها وتقنييها واشتغلت ليل نهار لإصلاح ما طالب به السكان منذ مدة؟!