لالاف السنين ظلت الأمواج المتكسرة التي لا تكل تنحت الشاطئ الوعر على الساحل الجنوبي لاستراليا. وقد تستغل طاقة الامواج نفسها عما قريب لامداد البلدات والمدن بالطاقة والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في استراليا. وقال مايكل اوتافيانو الذي يرأس مؤسسة بغرب استراليا تطور طريقة لتحويل طاقة الامواج الى كهرباء «الامواج هي طاقة شمسية مركزة». وأضاف من بيرث «الشمس تسخن الارض مما يسبب الرياح التي تسبب الامواج» مشيرا الى أن طاقة الامواج قادرة على إمداد استراليا بقدر من الطاقة يزيد عن جميع احتياجاتها عدة مرات. ويرأس اوتافيانو شركة كارنيجي التي طورت وسيلة لاستخدام الطاقة التي تستخرج من حركة الامواج لتوليد مياه بحر عالية الضغط. ويتم ضخها الى الشاطئ لتشغيل توربين وتحلية المياه المالحة. وهناك سلسلة من العوامات الكبيرة تتدلى منها مضخات كبس مثبتة على عمق يتراوح بين 15 و50 مترا. ويحرك ارتفاع وانخفاض الامواج المارة المضخات فتولد ضغطا للمياه يصل الى الف رطل على البوصة المربعة. ويحرك هذا الضغط التوربين على الشاطئ ويضخ المياه عبر غشاء ينزع الملح لينتج مياه عذبة في عملية تتطلب في الاحوال الطبيعية قدرا كبيرا من الكهرباء. وتوضع مضخات وعوامات نظام سيتو (وهو اسم كائن يوناني بحري أسطوري) تحت الماء وهو ما يختلف عن وسائل اخرى لاستخدام طاقة الامواج منها على سبيل المثال تلك التي تطفو على سطح الماء. وابتكر رجل الاعمال الان بيرنز وهو من غرب استراليا نظام سيتو في السبعينات وبدأ تطويره الاولي عام 1999 وأعقب هذا استكمال نموذج اولي يعمل بحلول عام 2005. ويقول اوتافيانو ان الشركة التي تعمل بالمشاركة مع شركة رينيوبال اينرجي هولدينغز المتخصصة في تطوير طاقة الرياح وتتخذ من بريطانيا مقرا لها وشركة المرافق الفرنسية «اي دي اف» بصدد اختيار موقع لاول محطة للايضاح التجاري في استراليا. وتبلغ طاقة المحطة 50 ميغاوات أي ما يكفي لامداد بلدة كبيرة بالطاقة وتتكلف ما بين 300 و400 مليون دولار استرالي (ما بين 193 مليون و275 مليون دولار أمريكي) وتغطي نحو 12.5 فدان من قاع البحر. ويعتقد اوتافيانو أن بالامكان تدبير المال من خلال حملة الاسهم القائمين او حملة اسهم جدد. وأشار الى دراسة أجريت لحساب الشركة وقالت ان طاقة الامواج لها القدرة على توليد ما يصل الى 500 الف ميغاوات من الكهرباء على امتداد النصف الجنوبي من ساحل استراليا على أعماق تزيد عن 50 مترا. وبلغت القدرة على أعماق أقل 170 الف ميغاوات او نحو أربعة أمثال طاقة توليد الكهرباء القائمة بالفعل في استراليا. ويعتقد اوتافيانو أن طاقة الامواج واحدة من التقنيات النظيفة القليلة القادرة على توفير طاقة ثابتة. ولا تزيد كفاءة طاقة الرياح وألواح الخلايا الضوئية التي تعمل بالطاقة الشمسية عن ما بين 25 و30 في المائة لان الريح والشمس لا تتوافران بشكل دائم. وقال اوتافيانو «اذا نظرنا للامر من حيث النتيجة وتركنا للسوق التوصل لكيفية تحقيق هذا فمن المؤكد أن الطاقة الحرارية الارضية ستصبح احدى التقنيات المحتملة لانها متاحة بدرجة عالية كما أن تكلفتها منافسة ويمكن استخدامها على نطاق واسع». وتملك استراليا إمكانات حرارية ارضية كبيرة في المناطق الوسطى والشمالية النائية. وأضاف «الامواج (مصدر) منطقي اخر لانها متاحة بشكل كبير. انها متوفرة بنسبة تتراوح بين 90 و100 في المائة في معظم المواقع بأنحاء جنوب استراليا». وتابع «نستطيع توفير طاقة تتجاوز احتياجات البلاد عشر مرات».