بحضور حوالي ثلاثين امرأة من مدينة برشيد والنواحي، نظمت حركة «نساء من أجل نساء» المنضوية تحت لواء جمعية اتحاد العمل النسائي، مساء يوم الجمعة 16 ينار 2009، لقاء عموميا تواصليا وتحضيريا، وذلك بقاعة الخزانة البلدية ببرشيد. هذا اللقاء، الذي ترأسته الأخت فتيحة سداس، رفقة الأخت أمينة بالواحدي، وهما عضوتان بالمكتب التنفيذي للجمعية، وحضرته عدة فعاليات نسائية محلية تنتمي إلى أحزاب سياسية وطنية وجمعيات حقوقية واجتماعية وثقافية، جاء في إطار عمل الجمعية أو الهيئة على توسيع شبكة أنويتها التنظيمية على الصعيد الوطني والجهوي، وذلك في سياق التحضير والتعبئة لخوض الإستحقاقات الانتخابية المقبلة، بغية ضمان حضور وازن للمرأة المغربية في تشكيلة المجالس الجماعية والإقليمية والجهوية... وفي هذا الصدد، أكدت الأخت فتيحة سداس في كلمتها أمام الحضور، على أن جمعية اتحاد العمل النسائي هي هيئة وطنية تعمل في إطار القانون ودستور البلاد، وهي بمثابة هيكلة مفتوحة أمام جميع النساء، وتضم في مكوناتها عدة فعاليات نسائية سياسية وحقوقية ونقابية، وجمعوية وجامعية، وصحفية وإعلامية...فعاليات تحذوها نفس الرغبة أو الغاية، ألا وهي العمل المشترك من أجل ضمان تمثيلية وازنة للمرأة في انتخابات 2009 و2012. ومن هذا المنطلق، تقول الأخت سداس، فإن الهيئة تضع على عاتقها مسؤولية الترافع أمام الأحزاب السياسية الوطنية بكل تلاوينها وأطيافها، للضغط على مختلف أجهزتها الوطنية والإقليمية والجهوية، لحثها ودفعها إلى ضرورة القبول بترشيح أكبر عدد من النساء/ ما لا يقل عن 12% ضمن اللوائح الانتخابية. وأضافت السيدة العضوة بالهيئة أن هذا المسعى والعمل النبيل، يأتي في سياق ضعف التعبئة الذي غدت تعرفه الأحزاب السياسية والجمعيات الوطنية، أمام ظاهرة اكتساح المال للسوق الانتخابية والحياة السياسية، مؤكدة على أن الخبز شيء أساسي للعيش والحياة، لكنه ليس هو كل شيء، بل لا بد من ضمان حد أدنى من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتضامن بين المواطنين والمواطنات، إذا ما نحن أردنا تحقيق المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي الذي تسعى إليه القوى الوطنية الحية. وبالتالي، فلا بد من المرونة والتسامح و التساند، من أجل التضامن وتحقيق التواصل والتنسيق بين مختلف المكونات النسائية في الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والاجتماعية والثقافية، انطلاقا من تجاوز اختلافات ومعيقات الخطاب الإيديولوجي لتحقيق واقعية انتخابية براغماتية ميدانية تضمن وصول المرأة إلى مراكز القرار المحلية والجهوية والوطنية. وفي هذا السياق شددت الأخت سداس على أن نضال المرأة داخل الهيئة هو نضال مع الرجل وليس ضده، بل هو نضال مشترك ضد كل أشكال التحجر والرجعية والهيمنة والظلم واللامساواة...وذلك في إطار الشرعية الدستورية وبما يضمن الوحدة الوطنية والتنمية الإجتماعية الشاملة. هكذا وبعد سلسلة من التدخلات للفعاليات النسائية الحاضرة، والتي ركزت على ضرورة العمل من أجل تغيير وضعيات وعقليات التهميش والإقصاء والهيمنة الذكورية داخل الإطارات السياسية والجمعوية، من أجل توطين وترسيخ العطاء النسوي في باقي مجالات الحياة المجتمعية، وخاصة في منطقة الشاوية التي تعرف هيمنة السلطة الذكورية بحكم طبيعتها ذات الغالبية القروية؛ اتفقت الحاضرات على ضرورة تشكيل نواة محلية لتوسيع القاعدة التنظيمية للهيئة بهدف توصيل خطاب أهمية مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة وخاصة داخل محيطات القرى والدواوير النائية. وفي هذا الصدد، تم اقتراح السيدة فضيلة قادري كمنسقة محلية للهيئة بمعية السيدة أمال رشاق كمساعدة؛ حيث سيتم الانكباب على تشكيل ثلاث لجن وظيفية، لجنة التواصل والتحسيس بأهمية التسجيل في اللوائح الانتخابية ولجنة التكوين لرصد المرشحات المحتملات واقتراح فعاليات نسوية محلية للمشاركة في الترشيحات الانتخابية، ثم لجنة جمع الأموال لدعم المرشحات على مستوى الأحزاب السياسية الوطنية. واختتم هذا اللقاءعلى أساس تنظيم لقاءات محلية مقبلة أكثر دقة وفعالية.