عندما تضيف ربة البيت راس الحانوت إلى الأكل عند الطبخ فإنها تريد تتبيله زيادة لإعطائه نكهة ولذة إضافية.أستسمح القارئ هنا، فالمقصود من راس الحانوت ، هنا ، ليس هو ذلك الخليط من التوابل المستعملة في المطبخ الغربي، بل أقصد هنا ذلك المستعمل في المطبخ الانتخابي ببلادنا والذي على عكس الأول فإنه لامذاق له ولاطعم ويفسد الطبيخ الانتخابي . راس الحانوت هنا هم أولئك الذين على رؤوس لوائح آخر ساعة، يطلون علينا خلال كل استحقاق، جماعيا كان أم برلمانيا، يبحثون عن لوائح يتربعون على رأسها ليضمنوا الفوز، لايهم الطريقة التي يحصلون بها على التزكية ، المهم هو المقعد ولو استدعت الضرورة المغامرة بلائحة مستقلة عن الأحزاب السياسية والدكاكين الانتخابية. الأخبار الواردة عبر مختلف الجهات بالمغرب تفيد بأن راس الحانوت تحرك مبكرا هذه المرة، منهم من تدثر بلباس التقوى ولم يعد يبرح مساجد الدائرة الإنتخابية، فالفجر في المسجد القريب من محل السكنى، وباقي الصلوات توزع عبر مساجد الدائرة وكذلك الأمر بالنسبة لصلاة الجمعة ، فكل أسبوع في مسجد ولاضرر أن تعقب الصلاة وليمة غداء أو كأس شاي منعنع، فالمهم أن يكون في الصورة بالواضح ولامجال للمرموز هنا! ومنهم من يتعذر عليه ملازمة المساجد، فتجدهم قد وزعوا أرقام هواتفهم النقالة على «مخبريهم» على امتداد الدائرة الانتخابية، يترقبون خبر وفاة أو مناسبة ما ليقوموا بالواجب زيادة! فكرمه الحاتمي يجعله يتكفل بكل شيء في المآثم بدءا من «الحنوط» وصولا إلى «الديسير»!، ينتظرون قرب الملحقات الإدارية ليعرضوا خدماتهم المدفوعة الأجر مؤخرا! راس الحانوت لا يهمه «الحانوت» ولا من بداخله ف «كولشي على الراس» ولذلك تراه لايأبه بمن سيكون معه في اللائحة، فالمهم هو حصاد الأصوات، ولأن «راس الحانوت» هنا لديه هدف واضح ومحدد،فالمال هو سيد الموقف وتوزيعه يتم بسخاء مبالغ فيه إلى درجة التشكيك في مصدره! «راس الحانوت» وبمجرد فوزه بالمقعد يبدأ في البحث عن تحالف للاستحواذ على الرئاسة، وهنا مرة أخرى تكون الكلمة الأولى والأخيرة لسلطة المال، فكل شيء بثمنه وإلا لما تكبد «عناء» تملك الحانوت بمن فيه. الفرق إذن كبير بين «راس اللائحة وراس الحانوت»، «راس اللائحة » المسكين يتكبد مصاريف حملته الانتخابة حسب ماتوفر لديه من مال «على قد الحال!» فتراه يستغني عن «الشناقة» الذين يعرضون خدماتهم على من يدفع أكثر من أجل استمالة الناخبين إما لتعاطف السكان معهم، إما لمصداقيته أو لطمعهم في الحصول على امتيازات من وراء دعمهم له. فلاغرابة إذن أن تكون الخريطة الجماعية المقبلة صورة لما سبقها، خريطة يتحكم فيها راس الحانوت و بعض الشناقة والسماسرة ، والنسبة الأكبر تطبخ في دائرة المال، خريطة تهدف إلى إبقاء نفس الوجوه تصول وتجول في جماعاتنا وتؤرخ لمرحلة راس الحانوت، حيث لغة «الكرمومة» و«ليدام» و «الحلاوة » هي سيدة الموقف...