بمجرد دخولك أي سوق وربما أي شارع داخل أحيائنا الشعبية إلا وتشتم رائحة العيد وتراها بأم عينيك في كل مكان، حتى المنازل تعتريها هستيريا التنظيف «والتخمال»أو ما يسمى» بالعواشر» ، وهذا ما تربينا عليه ، اذ ترتبط الأعياد الدينية في أذهاننا بحملة للنظافة ، تقوم بها الأم والبنات ويفلت منها الذكور، الذين يستطعمون العيد دون عناء ، ويصاحب التهيئ للعيد شراء التوابل وتنقيتها وأحيانا غسلها وتحميصها ودقها في «المهراز» التقليدي، وأيضا شراء كميات زائدة من البصل ومن الفواكه الجافة التي تدخل في تهيئ وجبات العيد إضافة إلى تحضير الحلويات ..وكل هذه التحضيرات ترمي الأم منها ضرب عصفورين بحجر الأول تعليم البنت أمور المطبخ والتسوق والقدرة على استقبال العائلة في مناسبات كهذه، حتى تتمكن في المستقبل من تسيير بيتها بشكل منظم وتكون سيدة بيت لا يشق لها غبار، والثاني انها تدرب من يساعدها هي على الاستعداد للعيد وتلبية طلباته، في حين أن الأب والإخوة الذكور يتكلفون بشراء كبش العيد ولقائه يوم ذبحه..اما العناية به فهي وظيفة من وظائف الأم أيضا ..ويبقى السؤال هل هذه التقاليد عبء زائد ام هي نوع من التربية الايجابية الموجهة للبنات ..أمهات المستقبل..في هذا الربورطاج الذي انجزناه من داخل احد أحياء الرباط الشعبية والتي تكتظ حوانيتها بكل ما يتطلبه العيد بدءا بالا كباش الى السكاكين وحوانيت العطارة، والفحم إضافة إلى ما تزخر به عربات الباعة المتجولين وأيضا الفراشة والكل يخوض في هذه التجارة الموسمية التي ترتبط بالعيد والتي دائما تجد زبائنها الكثر رغم منافسة الاسواق الممتازة التي باتت هي الأخرى تعرض كل ما سبق ذكره..بينما تبقى الاثمنة حسب تصريحات المواطنين مناسبة ..ومتفاوتة حسب الجودة .. طلبة ومتخرجون جامعيون يتحولون في عيد الأضحى إلى بيع الفحم: سفيان خريج كلية الحقوق وثلاثة من أصدقائه، جميعهم طلبة اعتادوا مزاولة بعض أنواع التجارة التي ترتبط بالعيد وعرضها في السوق، وهذه السنة كان الفحم الذي رغم ضعف هامش الربح الذي لا يتجاوز درهما الى درهم ونصف إلا أنهم اختاروه تجارة لهم، ورغم سواد اليدين وغبار الفحم كانوا يبتسمون معتبرين الأمر تجربة لا تقلل من مقدارهم ، مضيفين أنهم اعتادوا على هذا النوع من التجارة الموسمية ، أما رأس المال فمصدره الوالدين.. اضطرار لا اختيار خديجة سيدة في منتصف العمر تبيع علف الماشية بعد ان اعتلت صحة الزوج: لم تكن المرأة سعيدة بجلوسها داخل الحانوت شبه الفارغ إلا من بعض أكياس علف الماشية وأكوام من «الجلبانة»، حيث أكدت أنها تركت بيتها لتجلس في الحانوت مضطرة إذ لم تالف ان تمارس عملية البيع والشراء لكن ظروف مرض الزوج ألزمتها أن تقف بدله ، وإلا أغلق الحانوت الذي يبقى مورد رزقهم الوحيد، مضيفة أن الإقبال مازال ضعيفا لان اغلب الناس أصبحوا يرفضون إبقاء الكبش في بيتهم لعدة أيام ، لأنه يكون مصدرا للوسخ ويتطلب الكثير من الرعاية والمصاريف.. راس الحانوت من عند العطار الذي لا ينافسه منافس» لم تكن حركة البيع في ذلك الصباح قوية اذ كان اغلب الباعة يرتشفون الشاي بملل، وآخرين يلعبون الورق ، بينما كان حانوت العطار يعرف ازدحاما خفيفا ، وعن سر هذا الإقبال أكد صاحب حانوت العطارة أن الإقبال في هذه المناسبة يكون شديدا إذ أن لحم الغنم يتطلب تهييئه الكثير من التوابل وحتى بعض الوجبات التي تدخل في التقاليد العريقة للمطبخ المغربي..كالمروزية والقديد والمقيلة ، وكل ربة بيت لا بد ان تزود مطبخها في هذه المناسبة بكمية من هذه التوابل التي لا يتقن جمعها الا عطار محترف.. أدوات المطبخ الطينية..الطاجين والمجمر لتهيئ ألذ الشهيوات: أمينة امرأة كانت رفقة ابنتها تشتريان بعض أواني الفخار، التي انتشرت تجارتها هي الأخرى في الأسواق بمناسبة عيد الأضحى، وأكدت أن تقاليدنا تستدعي في هذه المناسبة ان نعود الى «قواعدنا»الأصيلة ، ومن لا يشتهي طاجين «طايب على الفاخر» تضيف أمينة التي كانت ابنتها المراهقة متبرمة من كلامه وفي سؤال وجهناه لها ان كانت تجد هذه التقاليد متجاوزة، أجابت الفتاة ...إنهم يبالغون فيها ، وهناك الكثير من التعب لكن على العموم العيد «زوين» السوق الممتاز يتفوق في عرض الأدوات المنزلية الكهربائية وفي إغراءات الشراء بالقروض: يؤكد إبراهيم زبون كان يقف أمام حانوت يعرض مجموعة من الاكباش انه يفضل شراء الكبش من السوق التقليدي ، حتى يساوم اولا على الثمن ثانيا ان هذه الاكباش هي في الغالب لكسابة تقليديين، أما الاكباش المعروضة في الاسواق الممتازة فهي غالبا تربت في ضيعات وتغلب عليها السمنة المفرطة، مضيفا انه سبق وان جرب الشراء منها ولن يكرر التجربة لأنه لم يجد إلا الشحوم .. وأكدت سيدة كانت تتسوق هي الأخرى ذلك الصباح أن السوق التقليدي، تربط الناس علاقة حميمية معه، ورغم كونها ترتاد الأسواق الممتازة إلا أنها لن تتخلى عن التسوق من السوق الشعبي لأنه ارخص وأيضا ، كونه يعرض مواد أكثر طراوة وجيدة..والسوق هو السوق عند جميع المغاربة بما في ذلك الأسواق الأسبوعية خارج المدينة في القرى المجاورة للرباط بعد يوم العيد تأتي ضيافة العائلة خبراء التغذية ينصحون :في ضيافة العيد سيطر على شهيتك؟ ولان العيد يعني الاحتفال واستقبال العائلة، وأيضا فرصة لصلة الرحم، فهذا يعني أننا سنقوم بزيارة للعديد من البيوت الأمر الذي سيجعلنا نواجه بكميات من الطعام والحلويات في كل بيت،وقد دئبنا في بيوتنا على الاحتفاظ بالقليل من كل طبق لتقديمه لمن نعزهم من العائلة ، إضافة إلى تهيئ ولائم خاصة ومشاوي وحلويات ، وكل هذا نشترك في أكله و هذه الممارسات تدخل في إطار طقوسنا العائلية وتقاليدنا ولان كثرة الأكل في مثل هذه المناسبات تصيب بالتخمة، فالكثير يلجا إلى شراء ضمن ما يشتريه حزما من نبات الزعتر الذي يوصى به لتسهيل عملية الهضم إضافة إلى شرب الشاي والقهوة .. ولان الموسم موسم أعياد حتى في الغرب، فقد صدرت دراسات طبية بحثت هذا الموضوع ضمت نصائح وطرقا وضعها خبراء الصحة للمساعدة على تخطي أزمة تخمة العيد بنجاح دون الشعور بالحرمان. 1. تناول وجبة خفيفة قبل الذهاب لأي دعوة طعام أو زيارة. هذه الوجبة ستخفف من الشعور بالجوع، وبالتالي لن تنجح كل المحاولات في اقناعك بتناول المزيد من الطعام لأن جسمك وعقلك سيرفضان الطعام. 2. إذا كنت مدعوا لدى العائلة أو الاصدقاء، اقترح أن تحضر معك طبقا من الطعام الصحي لك. 3. إذا كنت ستقوم بدعوة الضيوف، ابحث عن وصفات قليلة الدسم، أو استبدل المكونات الدسمة بأخرى اقل دسما. القليل جدا من الناس يستطيع أن يفرق بين المنتجات الدسمة والأخرى قليلة الدسم. هذه المأكولات تشمل على سبيل المثال زيوت الطبخ، الزبد، الحليب، اللبن الرائب. فكر في عدد السعرات الحرارية التي ستوفرها على نفسك وعلى ضيوفك. 4. هذا سر خطير ينجح دائما. ارتد ثيابا داخلية ضيقة عند الخروج لتناول الطعام أو استعمل مشد للجسم. وفقا للخبراء الأشخاص الذين يميلون لارتداء ثياب فضفاضة يأكلون أكثر من غيرهم. 5. الانشغال بالأحاديث والبقاء بعيدا عن طاولة الطعام يساعد في كبح الشهية ويبعد تفكيرك عن الأكل الاجتماعي الذي غالبا ما نقع ضحيته. 6. حمل الحقائب الصغيرة، المسابح، تعليقة المفاتيح أو شيء أخر في اليد يعيق حرية اليدين وبالتالي يشغلك عن الإمساك بطبق الطعام. 7. استعمل صحنا صغيرا لإشباع شهيتك. قطعة واحدة في صحن صغيرة تعادل 5 قطع في صحن كبير. احسب سعراتك الحرارية. 8. لا تدع الآخرين يضعون لك الطعام في طبقك. قم باختيار الأطعمة التي تريدها ولا تترك خجلك يسبب لك ذبحة قلبية. 9. قطع الحلويات إلى أجزاء صغيرة. هكذا ستتذوق أكثر ولن تأكلها كلها. 10. انتبه من العصير والمشروبات المحلاة، واطلب الماء بدلا منها. (مشروبي المفضل في موسم الاعياد هو القهوة لأنها خالية من الدسم، والسكريات، ومنشطة ذهنيا، وتكبح الشهية). 11. بعد الانتهاء من الواجبات الاجتماعية، خطط لقضاء يوم بعيدا عن كل المطاعم والأكل وأذهب للتنزه والمشي واللعب مع الأطفال أو الأصدقاء.