عقدت جمعية نقاد السينما جمعها العام العادي يوم السبت 10 يناير 2009 بالدار البيضاء بحضور أقل من ثلاثين (30) ناقدا وصحافيا وضيفا من بينهم امرأة واحدة ( السيدة فاطمة إيغودان ) . ناقش أعضاء الجمعية الحاضرون التقريرين الأدبي والمالي ومن خلالهما حصيلة أداء المكتب المنتهية صلاحيته برئاسة الدكتور محمد كلاوي وتم الوقوف على الإكراهات الذاتية والموضوعية التي ظلت تحد من إشعاع الجمعية واقتراح سبل للخروج من حالة الإنحصار التي يتميز بها إنتاجها النقدي. وفي الأخير، تم انتخاب مكتب مسير جديد برئاسة الأستاذ خليل الدمون وعضوية كل من: محمد صوف ( كاتب عام ) ، نور الدين كشطي ( أمين مال ) ، أحمد فرتات ( نائب الكاتب العام ) ، عبد الجليل لبويري ( نائب أمين المال ) ، ايوب بنحوحو (مستشار) وحمادي كيروم ( مستشار). الملاحظ ، أن " جمعية نقاد السينما بالمغرب " ظلت منذ تأسيسها سنة 1995 منغلقة على نفسها بحيث لم تنجح في استقطاب جل الأقلام المهووسة بالسينما وثقافتها ، ولم تنجح كذلك في وضع وتنفيذ استراتيجية إعلامية تمكنها من الحضور المستمر في كل المنابر والمواقع ، فكيف نفسر مثلا عدم دخولها إلى عوالم الصحافة الإلكترونية بعد تعثر تجربتها في الصحافة الورقية مع مجلة " سينما " التي انطلقت في صيف 2004 ( العدد 1 ) وتوقفت بعد صيف 2006 ( العدد 9 ) ، لتستأنف الصدور بشكل مفاجئ أواخرسنة 2008 ( العدد 10 ؟ وبعد موت " الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب " في يد مكتب مسير يوجد على رأسه أضعف رئيس شهدته هذه الجامعة في تاريخها ، وفي انتظار بروز إطار جمعوي وطني جديد يقوم ، على الأقل ، بالتنسيق بين التظاهرات السينمائية التي أصبحت تتكاثر سنة بعد أخرى ببلادنا ( أكثر من 50 تظاهرة حاليا ) يمكن لجمعية النقاد أن تملأ هذا الفراغ بتعاون مع المركز السينمائي المغربي ومختلف الجمعيات والمؤسسات المنظمة للمهرجانات والملتقيات السينمائية وذلك عن طريق تأطير الندوات واقتراح مواضيعها وتجميع أشغالها في كتب وإعداد كتب أخرى بمناسبة تكريم السينمائيين أو الإحتفاء بتجاربهم الإبداعية . يمكن كذلك لهذه الجمعية بانفتاحها على الأقلام النقدية والصحافية الفاعلة أن تقترح على إدارة المؤسسة الوصية على قطاعنا السينمائي ، التي يوجد على رأسها ناقد سينمائي كان اول رئيس لجامعة الأندية السينمائية إبان عصرها الذهبي ، تفعيل الخزانة السينمائية الرباطية وإخراجها من سباتها العميق والدعوة إلى خلق فروع لها بجهات المغرب الستة عشر وذلك في إطار مشروع إحداث 150 شاشة جديدة الذي أعلن عنه نور الدين الصايل في الدورة العاشرة لمهرجان طنجة الوطني للفيلم . إن مجالات العمل الجدي واسعة ومن بينها التوثيق لذاكرتنا السينمائية بالكلمة والصوت والصورة ، فلماذا لا تبادر جمعية النقاد إلى فتح هذا الورش الكبير بتعاون مع متخصصين وبشراكة مع مختلف المؤسسات الثقافية والجامعية والإعلامية وشركات الإنتاج السمعي البصري والغرف المهنية وغيرها ؟ ما أحوج المكتب الجديد لجمعية نقادا لسينما إلى وقفة تأمل في الواقع السمعي البصري الجديد لوضع تصورات وخطط عمل جديدة لتجاوز فلسفات الإنغلاق القديمة وآليات الإشتغال البالية .